ثالثا : إن موضوع الهجرة إلى المدينة لم يكن قد طرح بعد ، ولم يكن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أري دار هجرتهم ولا أخبرهم برؤياه تلك ، فمن أين علم العباس أن النبي «صلى الله عليه وآله» سوف يهاجر إلى المدينة؟
فهل نزل عليه الوحي في ذلك؟!
لست أدري!! ولكننا نقرأ في كلامه قوله : «وقد أبى إلا الانحياز لكم ، واللحوق بكم.
إلى أن قال : وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم فمن الآن فدعوه إلخ ..». إلا أن يكونوا قد طلبوا منه «صلى الله عليه وآله» أن يخرج إليهم ، فظهر منه «صلى الله عليه وآله» الميل إلى إجابة طلبهم ، وإن كان قد جاء ذلك بصيغة : لم أؤمر بذلك ، أي بالهجرة ، ولكنه احتمال بعيد ولا شاهد له.
رابعا : إن ما ينسب إلى العباس لا يصدر إلا عن مسلم مؤمن تام الإيمان.
ولم يكن العباس قد أسلم بعد بل بقي على شركه إلى وقعة بدر ، وخرج لحرب النبي «صلى الله عليه وآله» فيها مكرها ، وأسلم كما سيأتي ، بل سوف يأتي أنه لم يسلم إلى فتح مكة.
إلا أن يكون قد قال ذلك محاماة عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» بدافع الحمية والعصبية ، ولكننا لم نر لهذه الحمية كبير أثر في مواقف العباس قبل وبعد ذلك ، وهذا أمر يثير العجب حقا.
والذي نرجحه : هو أن الذي كان حاضرا وتكلم بكلام يهدف منه إلى