وفي بدر تكلم وأساء الكلام ، حيث كان يجبّن النبي «صلى الله عليه وآله» والمسلمين.
ثانيا : إن مواقفه الحربية كانت عموما غير مشجعة لنا على تصديق مثل هذا الكلام فلقد فر في أحد ، وفر في حنين ، رغم أنه يرى الخطر يتهدد الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» فلا يلتفت إليه ، ولا يفكر إلا في الحفاظ على نفسه.
وأما فراره في خيبر فهو أعجب وأعجب حيث إنه كان معه من يدافع ويحامي عنه.
أما في واقعة الخندق ففر فيها أيضا كما أنه لم يجرؤ على الخروج إلى عمرو بن عبد ود.
وحينما أخذ النبي «صلى الله عليه وآله» سيفا في أحد ، وقال : من يأخذ هذا السيف بحقه؟! فطلبه أبو بكر وعمر ، فلم يعطهما إياه. وأعطاه أبا دجانة. إلى غير ذلك مما لا مجال له هنا ، ولسوف نشير إليه فيما يأتي إن شاء الله تعالى حين الكلام عن الغزوات المشار إليها.
والغريب في الأمر : أننا لم نر ولم نسمع : أن عمر ، وأبا بكر ، وعثمان قد قتل واحد منهم أحدا ، أو بارز إنسانا ، وما ذكر من ذلك قد ثبت عدم صحته.
كما أنه لم يجرح أي من هؤلاء ولا دميت له يد ولا رجل في سبيل الله ، مع أن أعاظم صحابته «صلى الله عليه وآله» قد أصيبوا في الله وضحوا في سبيله ، الأمر الذي يشير إلى أن هؤلاء كانوا شجعانا في الرخاء ، غير شجعان عند اللقاء.