المنقول أنه «صلى الله عليه وآله» قال له : «فاضطجع في مضجعي ، وتغش ببردي الحضرمي ، فإن القوم سيفقدونني ، ولا يشهدون مضجعي ، فلعلهم إذا رأوك يسكنهم ذلك ، حتى يصبحوا ، فإذا أصبحت فاغد في أمانتي».
ولم ينقل ما ذكره الجاحظ ، وإنما ولده أبو بكر الأصم ، وأخذه الجاحظ ، ولا أصل له.
ولو كان هذا صحيحا لم يصل إليه منهم مكروه ، وقد وقع الاتفاق على أنه ضرب ، ورمي بالحجارة قبل أن يعلموا من هو ، حتى تضور ، وأنهم قالوا له : رأينا تضورك الخ ..» (١).
هذا وقد تقدم في أوائل هذا الفصل : أن النبي «صلى الله عليه وآله» إنما قال لعلي «عليه السلام» : إنه لا يصل إليه شيء يكرهه ، بعد مبيته على الفراش ، وذلك حينما التقى معه في الغار ، وأمره برد ودائعه ، وأن ينادي في مكة بذلك ، وطمأنه إلى أن نداءه هذا لن يتسبب له بمتاعب وصعوبات وليس المقصود : أنه لن يناله مكروه من أي مشرك في جميع الأحوال والأزمان.
٣ ـ ويدل على أنه كان موطنا نفسه على القتل ما يلي :
أ ـ إنه لو صح ما ذكره ابن تيمية لم يكن معنى للافتخار بموقفه ذاك ؛ فقد روي أن عائشة فخرت بأبيها ، ومكانه في الغار مع الرسول «صلى الله عليه وآله» ، فقال عبد الله بن شداد بن الهاد : وأين أنت من علي بن أبي طالب ، حيث نام في مكانه ، وهو يرى أنه يقتل؟ فسكتت ، ولم تحر جوابا (٢).
__________________
(١) شرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٢٦٣.
(٢) أمالي الشيخ الطوسي ج ٢ ص ٦٢ ، والبحار ج ١٩ ص ٥٦ عنه.