وأخيرا : فقد قال العسقلاني عن قضية الغار : «هي أعظم فضائله التي استحق بها أن يكون الخليفة بعد النبي «صلى الله عليه وآله» ، ولذلك قال عمر بن الخطاب : إن أبا بكر صاحب رسول الله ، ثاني اثنين ، فإنه أولى المسلمين بأموركم».
وإذا كانت أعظم فضائله التي استحق بها الخلافة ، وإذا كانوا لم يتمكنوا من ذكر فضيلة أخرى له ، مع أنهم في أحرج الأوقات ، وفي أمس الحاجة إلى التشبث بكل حشيش في مقابل الأنصار ؛ فماذا عساهم أن يصنعوا في مقابل علي وفضائله العظمى التي هي كالنار على المنار وكالشمس في رابعة النهار؟
وهل يمكنهم أن يحتجوا بشيء ذي بال في مقابله؟!.
وهل يبقى أمامهم من مخرج سوى اللجوء إلى أساليب العنف والإرهاب؟! وهكذا كان!!.
وإذا أفقده البحث المنطقي والعلمي هذه الفضيلة ، وبقي صفر اليدين ، حتى لقد كان بلال يفضل عليه ، حتى اضطر بلال ـ ولعله لدوافع لم يستطع التاريخ أن يفصح عنها ـ لأن يستنكر ذلك ويقول : كيف تفضلوني عليه ، وأنا حسنة من حسناته؟ (١).
نعم ، إذا أفقده النقد الموضوعي هذه الفضيلة ، كما قد رأينا ذلك فيما تقدم ، فما الذي يبقى أمام أبي بكر للحفاظ على ماء وجهه ومنصبه؟!.
إننا نترك الجواب على ذلك للقارئ الفطن والمنصف.
__________________
(١) الغدير ج ١٠ ص ١٣ ، وتهذيب تاريخ دمشق ج ٣ ص ٣١٧.