يشعر المؤمن بالارتباط التاريخي والفعلي (العمودي والافقي) بالاسرة المؤمنة في التاريخ ، وعلىٰ وجه الأرض ، وبوحدة هذه الاسرة ، وبالعلاقة الوشيجة والقوية التي تربطنا بهذه الاسرة ، ويكون للدعاء في حياتنا بعدان : البعد الاول منهما يربطنا بالله تعالىٰ ، والبعد الثاني يربطنا بالامة المسلمة ممّن آمن بالله تعالىٰ في اعماق التاريخ وعلىٰ وجه الارض.
وقد ورد في النصوص الاسلامية تأكيدات بليغة علىٰ هذا اللون من الدعاء وورد أن الله تعالىٰ يثيب صاحب الدعاء بعدد كل مؤمن يشمله دعاؤه بالحسنات ، وأن كل مؤمن يشمله هذا الدعاء يشفع له يوم القيامة بين يدي الله تعالىٰ ، عندما يأذن سبحانه للصالحين من عباده بالشفاعة للمذنبين منهم.
عن أبي عبدالله الصادق ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« ما من مؤمن دعا للمؤمنين والمؤمنات إلّا ردّ الله عليه مثل الذي دعا لهم به من كل مؤمن ومؤمنة ، مضىٰ من أوّل الدهر ، أو هو آت الىٰ يوم القيامة.
وإن العبد ليؤمر به الىٰ النار يوم القيامة فيسحب ، فيقول المؤمنون والمؤمنات : يا رب ، هذا الذي كان يدعو لنا فشفّعنا فيه ، فيشفّعهم الله عزّوجلّ ، فينجو » (٢).
وعن أبي عبدالله عليهالسلام : قال : « من قال كل يوم خمساً وعشرين مرّة : اللّهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ، كتب الله له بعدد كل مؤمن مضىٰ ، وبعدد كل مؤمن ومؤمنة بقي الىٰ يوم القيامة حسنة ، ومحا عنه سيئة ، ورفع له درجة » (٣).
وعن أبي الحسن الأوّل عليهالسلام أنه كان يقول :
__________________
(١) أصول الكافي : ٥٣٥ ، امالي الطوسي ٢ : ٩٥ ، وسائل الشيعة ٤ : ١١٥١ ، ح ٨٨٨٩.
(٢) ثواب الأعمال : ٨٨ ، وسائل الشيعة ٤ : ١١٥٢ ، ح ٨٨٩١.