واجمل من ذلك كله أن الله تعالىٰ يقبل هذا التمثيل والنيابة والرسالة عن الجميع من الجميع ، ولا يرده ولا يرفضه ، ويعطي لدعوة الداعي في هذه الحالة قوّة تمثيل الجميع والنيابة عنهم ، فإذا قال احدنا في صلاته : ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) فكأنّما رفع الجميع الدعاء للجميع يطلب الهداية من الله.
وناهيك بذلك قيمة للدعاء في هذه الحالة.
فإن كل دعاء لكل واحد منا في كل صلاة يحمل قوّة دعاء الجميع للجميع. والدعاء في مثل هذه الحالة يحمل كفاءة وقوة علىٰ درجة عالية جداً في الاسترحام بين يدي الله.
وأجمل من ذلك كله أن في هذه الادعية ما يجب أن يرفعها كل مسلم الىٰ الله تعالىٰ في كل يوم مرات عديدة من نحو قوله تعالىٰ : ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ).
فإن الجميع يمثّل الجميع في الدعاء للجميع ، وهو من عجائب الدعاء في حساب الرياضيات ، فإنه يعود الىٰ تمثيل الكل للكل في الدعاء للكل ، ولنتأمل مرة اخرىٰ في قيمة هذا الدعاء.
إن الدعاء للكل ذو قيمة كبيرة باعتبار أن المدعو له هو عموم المؤمنين. وهذا العموم في المدعو له يعطي قيمة كبيرة للدعاء عند الله.
والداعي لا يرفع نداءه الىٰ الله بصفته الشخصية ، وإنما يرفع الىٰ الله ايدي الجميع ، ونداءهم وهتافهم ، وينوب هو عن الجميع ، ويمثلهم بين يدي الله ، والله تعالىٰ يقبل من عبده هذا التمثيل والنيابة عن الآخرين.
والمؤمنون يقبلون تمثيل بعضهم لبعض بين يدي الله ، فالتمثيل هنا ليس ادعاء من قبل الفرد بين يدي الله تعالىٰ ، وانما هو تمثيل حقيقي يقبله الله تعالىٰ ، ويقبله الذين ينوب عنهم الفرد في الدعاء بين يدي الله ، فهو تمثيل شرعي مقبول.
وكل دعاء في هذه
الحالة يحمل قوة دعاء الجميع. فإذا دعا منا فرد بين يدي