قال : وما الذي اعجبك مما رأيت ؟
قلت : ايثارك اخوانك علىٰ نفسك في مثل هذا الموضع ، وتفقدك رجلاً رجلاً.
فقال لي : لا تعجب من هذا يا بن أخي ، فإني سمعت مولاي ... وهو يقول من دعا لأخيه بظهر الغيب ناداه ملك من السماء الدنيا : يا عبدالله ، لك مئة الف ضعف مما دعوت .. » الخ (١).
وعن الحسين بن علي عليهالسلام عن أخيه الحسن عليهالسلام ، قال : « رأيت امي فاطمة قامت في محرابها ليلة جمعتها ، فلم تزل راكعة ، ساجدة ، حتىٰ اتضح عمود الصبح ، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات ، وتسمّيهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء ، فقلت لها : يا أمّاه : لم لا تدعين لنفسك ، كما تدعين لغيرك ؟
فقالت : يا بني ، الجار ثم الدار (٢).
وعن أبي ناتانة عن علي عن أبيه ، قال : « رأيت عبدالله بن جندب بالموقف ، فلم أر موقفاً احسن من موقفه ، ما زال مادّاً يديه الىٰ السماء ودموعه تسيل علىٰ خديه حتىٰ تبلغ الارض. فلما صدر الناس قلت له : يا أبا محمّد ، ما رأيت موقفاً أحسن من موقفك ! قال : والله ما دعوت إلّا لإخواني ، وذلك أن أبا الحسن موسىٰ بن جعفر عليهالسلام اخبرني أنه من دعا لاخيه بظهر الغيب نودي من العرش : ولك مئة الف ضعف. فكرهت أن ادع مئة الف ضعف مضمونة لواحدة لا ادري تستجاب أم لا » (٣).
وعن عبدالله بن سنان قال : « مررت بعبدالله بن جندب فرأيته قائماً علىٰ
__________________
(١) عدة الداعي : ١٢٩ ، بحار الأنوار ٩٣ : ٣٨٧ ، وسائل الشيعة ٤ : ١١٤٩ ، ح ٨٨٨٥.
(٢) علل الشرائع : ٧١.
(٣) امالي الصدوق : ٢٧٣ ، بحار الأنوار ٩٣ : ٣٨٤.