يدعون الله تعالىٰ علىٰ خلاف سننه وقوانينه التي سنّها لعباده.
والأبواب التي منها يدخل الإنسان ، ومنها ينطلق إلىٰ قمّة لقاء الله ومشاهدة وجهه الكريم هي :
أولاً : تفريغ القلب من كل رين وهمّ وحب وتعلّق بالدنيا ، وهو ما يسمّيه العلماء بـ (التخلية) ، اي إخلاء القلب من كل هم وتعلّق لغير الله تعالىٰ.
فيقول الإمام : « واجعلنا ممن أخلصته لودّك ومحبتك ، وأخليت وجهه لك ، وفرّغت فؤاده لحبك ، وقطعت عنه كلّ شيء يقطعه عنك ».
وهذه هي النقطة الاُولىٰ في البداية ، وهي نقطة سلبية.
والنقطة الثانية في البداية هي « التحلية » في مقابل « التخلية » كما يقول العلماء. وهي نقطة إيجابية يلحظها الإمام في الطلبات التالية : « واجعلني ممن رضّيته بقضائك ، وحبوته برضاك ، وخصصته بمعرفتك ، وأهّلته لعبادتك ، ورغّبته فيما عندك ، وألهمته ذكرك ، وأوزعته شكرك ، وشغلته بطاعتك ، وصيّرته من صالحي بريّتك ، واخترته لمناجاتك ».
« واجعلنا من جباههم ساجدة لعظمتك ، وعيونهم ساهرة في خدمتك ، ودموعهم سائلة من خشيتك ، وأفئدتهم منخلعة من رهبتك ».
وهذه البداية « بنقطتيها » هي مفتاح الحركة إلىٰ الله ، وهي المنطلق التي منها ينطلق الانسان إلىٰ غاية لقاء الله ومشاهدة جلال وجهه الكريم وجماله. وهذا هو الطلب الأول.
٢ ـ والطلب
الثاني مترتب علىٰ الطلب الأول ، وهي المرحلة الوسطىٰ في هذه الحركة الصاعدة إلىٰ الله ، ومن دونه لا يمكن أن يتحرك الإنسان إلىٰ
الله ،