ثم يقول عليهالسلام : « اللهم اجعلنا من دأبهم الارتياح إليك والحنين ، ودهرهم الزفرة والأنين ... قلوبهم متعلقة بمحبتك ، وأفئدتهم منخلعة من مهابتك ».
وخلاصة المطالب في هذه الفقرة أربعة :
١ ـ أن يعيذنا هجره وقلاه.
٢ ـ أن يرزقنا حبه ومودته.
٢ ـ أن يرزقنا الاُنس به.
٤ ـ أن يرزقنا الشوق إلىٰ لقائه.
ويختصر الإمام « الاُنس والشوق » في هذه الجملة الرائعة : « واجعلنا ممن دأبهم الارتياح إليك والحنين ».
فإنّ الارتياح إلىٰ الله غير الحنين إليه ، وكلاهما يطلبه الإمام من الله. والارتياح هو الأنس المنبعث من اللقاء ، والحنين هو الشوق المنبعث من الحركة إلىٰ اللقاء.
٢ ـ والمرحلة الثالثة من هذه المرحلة العلوية إلىٰ الله في هذا الدعاء الجليل هي غاية الغايات ، وأشرف ما يطلبه النبيون والصدّيقون من الله. وهي طلب النظر إلىٰ جلال وجهه وجماله البهي ، وأنه غاية لا ينالها إلّا صفوة الصفوة ممن يصطفيهم الله تعالىٰ لقربه وجواره.
يقول الإمام عليهالسلام : « واجعلنا ممّن منحته النظر إلىٰ وجهك وبوّأته مقعد الصدق في جوارك ، واجتبيته لمشاهدتك ... وامنن بالنظر إليك عليّ ».
ويا لها من حاجة أن ينظر الإنسان إلىٰ وجه ربه ، ويشاهد جلاله وجماله عن قرب ، ويقعد عنده في مقعد صدق بجواره ، ويسقيه ربه شراباً طهوراً.
صورة اُخرىٰ من صور الشوق والاُنس في أدعية الإمام زين العابدين عليهالسلام :
« إلهي فاسلك بنا سبل
الوصول إليك ، وسيّرنا في أقرب الطرق للوفود