سَبْحًا طَوِيلًا ) (١).
ويعجبني أن أنقل هنا هذا النص من الحديث القدسي في الليل ورجاله.
روي أنه تعالىٰ أوحىٰ إلىٰ بعض الصدّيقين : « إن لي عباداً من عبادي يحبّوني فاُحبّهم ، ويشتاقون إليّ وأشتاق اليهم ، ويذكروني وأذكرهم ، وينظرون إليّ وأنظر اليهم ، وإن حذوتَ طريقهم أحببتُك ، وإن عدلت عنهم مقتّك. قال : يا رب ، وما علامتهم ؟ قال : يراعون الظلال بالنهار كما يراعي الراعي الشفيق غنمه ، ويحنّون إلىٰ غروب الشمس ، كما يحنّ الطير إلىٰ وكره عند الغروب ، فإذا جنّهم الليل ، واختلط الظلام ، وفرشت الفرش ، ونصبت الأسرّة وخلا كل حبيب بحبيبه نصبوا إليّ أقدامهم وافترشوا إليّ وجوههم ، وناجوني بكلامي ، وعلقوا إليّ بأنغامي. فمن صارخٍ وباكٍ ، ومتأوّهٍ شاكٍ ، ومن قائمٍ وقاعدٍ وراكعٍ وساجدٍ. بعيني ما يتحمّلون من أجلي ، وبسمعي ما يشكون من حبّي ، أول ما أعطيهم ثلاث :
١ ـ اقذف من نوري في قلوبهم ، فيخبرون عنّي ، كما اُخبر عنهم.
٢ ـ والثانية : لو كانت السموات والأرض في موازينهم لاستقللتها لهم.
٣ ـ والثالثة : اُقبل بوجهي عليهم ، أَفترىٰ من أقبلت بوجهي عليه يعلم أحد ما أريد أن اُعطيه ؟ » (٢).
وروي عن الامام الباقر عليهالسلام : « كان مما أوحىٰ الله تعالىٰ إلىٰ موسىٰ بن عمران : « كذب من زعم أنّه يحبّني ، فإذا جنّه الليل نام عنّي ، يا بن عمران ، لو رأيت الذين يقومون لي في الدجىٰ ، وقد مثلت نفسي بين أعينهم ، يخاطبوني وقد جللت عن المشاهدة ، ويكلّموني وقد عززت عن الحضور. يا بن عمران ، هب لي من عينيك الدموع ، ومن قلبك الخشوع ، ثم ادعني في ظلمة الليالي تجدني قريباً
__________________
(١) المزمل : ١ ـ ٧.
(٢) لقاء الله : ١٠٤.