وما تهوىٰ نفسه ، وإن كان من منهج التربية الاسلامية أن يسعىٰ ليكون (حبّ الله) هو مصدر كل حبّ في حياته ، حتىٰ لا يحبّ شيئاً إلّا لله.
ولكن لا يجوز أن يكون حبّه لشيء أشدّ من حبّه لله. وهذه هي اُولىٰ الضابطتين السابقتين في الحبّ ، ولا يجوز له أن يحبّ من يبغضه الله ، أو يبغض من يحبّه الله وهذه هي ثانية الضابطتين. والضابطة الثالثة التي نذكر هنا ألّا يجعل من (حبّه لنفسه) محوراً حاكماً للحبّ والبغض بمعزل عن الضوابط الشرعية للحبّ والبغض ، بعكس (الحبّ في الله) فإنه المحور الحاكم للحبّ والبغض في حياة الانسان ، فما كان من الحبّ في الله فهو حاكم علیٰ كل علاقات الانسان ، وما كان من الحبّ للنفس فهو محكوم لضوابط الحبّ والبغض في الاسلام.
وهذا هو الفرق الثالث بين (حبّ الله) و (الحبّ في الله) من جانب وبين الحبّ للنفس من جانب آخر.
وهذا هو معنىٰ محورية الحبّ في الله في علاقات المسلم وميوله القلبية ، كما كان حبّ الله محوراً للحبّ والبغض في حياة الانسان المسلم.
ونفس محورية (الحبّ في الله) وتحكيمه علىٰ علاقات الانسان وميوله ضمن نقطتين :
النقطة الاولىٰ : أن يحكّم (الحبّ في الله) سلباً في نفي ما لا ينسجم مع الحبّ في الله من حبّ ، وإيجاباً في إثبات ما يتطلّبه الحبّ في الله من حبّ.
فإن (الحبّ في الله)
، كما كان الأمر في (حبّ الله) ، يستتبع حبّاً وبغضاً ... ولن يكون المسلم صادقاً في (حبّه في الله) إلّا إذا حكّم حبّه في الله في كل علاقاته وميوله ، واستجاب لكل ما يستتبعه (الحبّ في الله) من حبّ وبغض ، وكما لم يكن له خيار في (الحبّ في الله) و (البغض في الله) ، ليس له خيار فيما يستتبعه الحبّ في
الله