من حبّ وبغض.
فإن امتداد (الولاء) في علاقات الانسان وارتباطاته وصلاته وميوله وتعلّقاته القلبية لا حدّ لها ، وإذا استجاب الانسان للولاء فلا خيار له فيما يستتبعه الولاء من حبّ وبغض ، مهما امتدّ في حلقات سلسلة الوشائج والعلاقات.
ولعل هذا الحديث الذي رواه الفريقان من المسلمين في حبّ أهل البيت عليهمالسلام لحبّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وحبّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لحبّ الله ... بهذا التسلسل الولائي ... ما يلقي الضوء علىٰ مسألة تحكيم الحبّ في الله علىٰ صلات المسلم وعلاقاته وميوله القلبية.
عن ابن عباس عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أحبّوا اللهَ لما يغذوكم من نعمه ، وأحبّوني بحبّ الله ، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي » (١).
فلن يكون حبّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الحبّ في الله حقاً إلّا إذا كان المسلم يستجيب لكل ما يستتبعه هذا الحبّ من حبّ وبغض « وأحبّوا أهل بيتي لحبّي ».
هذا في الجانب الايجابي فيما يستتبعه الحبّ في الله من حبّ وأما في الجانب السلبي فإن الحبّ في الله کـ (حبّ الله) ، قضيته مبدئية في حياة الانسان تستتبع البغض والكره والحرب أحياناً ، وتكلف الانسان الكثير في هذا الجانب ، ومن دون هذه الناحية السلبية لن يكون الانسان صادقاً في حبّه وولائه.
فلن يكون الحبّ في الله أمراً شاقاً ، لو لم يستلزم مثل هذه التبعات في حياة الانسان وعلاقاته وميوله وصلاته ، ولو لم يتطلب من الانسان أن يدفع ضريبة هذا الحبّ من علاقاته وصلاته ، ومن ذات نفسه وميوله وتعلّقاته.
__________________
(١) سنن الترمذي ٥ : ٦٢٢ ، ح ٣٧٨٩ ، ط. دار الفكر ، والمستدرك علیٰ الصحيحين للحاكم النيسابوري ٣ : ١٥٠. قال الحاكم : وهذا حديث صحيح الاسناد لم يخرجاه. وبحار الانوار ٧٠ : ١٤. وأمالي الصدوق : ٢١٩. وعلل الشرائع ١ : ١٣٩ ، ط. المكتبة الحيدرية. وأمالي الطوسي ١ : ٢٨٠. وبشارة المصطفیٰ : ١٦١.