والشواهد علىٰ حاكمية الحبّ في الله في الشريعة كثيرة نذكر جملة من هذه الشواهد :
عن زيد بن أرقم قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام : « أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم » (١).
وعن أبي هريرة قال : « نظر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلىٰ علي وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم » (٢).
وفي حديث الغدير يقول البراء بن عازب : « أخذ (رسول الله) بيد علي ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاداه » (٣).
وعن زيد بن أرقم عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : « ألستم تعلمون ، أو ألستم تشهدون أني أولىٰ بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلىٰ. قال فمن كنت مولاه فإن علياً مولاه. اللّهم عادِ من عاداه ووالِ من والاه » (٤).
والأحاديث بهذا المضمون كثيرة.
(فالحبّ في الله) ـ إذن ـ محور حاكم في حياة الإنسان يستتبع الحبّ والبغض ، والولاء والعداء.
وقد ورد هذا المضمون في الزيارات المأثورة لأولياء الله وأئمة المسلمين كثيراً. ففي زيارة سيد الشهداء الحسين عليهالسلام (فمعكم معكم لا مع عدوكم) (٥).
فإن محبّة الحسين عليهالسلام ، عندما تكون لله ، تتطلّب المفاصلة والمقاطعة مع
__________________
(١) المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ : ١٤٩.
(٢) المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ : ١٤٩ ، قال الحاكم : هذا حديث من حديث أبي عبدالله أحمد بن حنبل. وقد أخرج الفقيد السعيد الشيخ عبدالحسين الاميني رحمهالله حديث الغدير عن مئة طريق فزائداً في كتابه القيم (الغدير) الجزء الاول منه.
(٣) المصدر السابق.
(٤) مسند الامام أحمد بن حنبل ٤ : ٢٨١.
(٥) مفاتيح الجنان ـ زيارة الاربعين للامام الحسين عليهالسلام.