أعدائه (لا مع عدوكم) ، ومن دون هذه المقاطعة والمفاصلة لا تكتسب هذه المحبّة قيمتها الحقيقية.
وهذه هي النقطة الاولىٰ في (الحبّ في الله).
النقطة الثانية : أن يحكّم المؤمن (الحبّ في الله) في درجات الحبّ وفي الايثار وتقديم حبّ علىٰ حبّ وتفضيل أمر علىٰ آخر.
فإذا تزاحمت الميول ، والعلاقات ، والتعلّقات القلبية قدّم منها ما كان في الله وأخّر منها ما كان لنفسه ، وآثر منها ما كان لله علىٰ ما كان لنفسه ، ضمن الضوابط الواردة في الشريعة في تقديم الأهم علىٰ المهم.
عن أبي هريرة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : « فو الذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتىٰ أكون أحبّ إليه من ماله وولده » (١).
ورواه مسلم في الصحيح عن أنس بالصورة التالية : « لا يؤمن عبد حتىٰ أكون أحبّ إليه من أهله وماله ومن الناس أجمعين » (٢).
وعن طريق ابن ليلىٰ الانصاري عن رسول الله : « لا يؤمن عبدٌ لله حتىٰ أكون أحبّ إليه من نفسه ، وتكون عترتي أحبّ إليه من عترته ، ويكون أهلي أحبّ إليه من أهله » (٣).
وعندما يكون الحبّ في الله حاكماً علىٰ علاقات الانسان وتعلّقاته النفسية يتحول إلىٰ محور حاكم في حياة الانسان.
__________________
(١) صحيح البخاري ١ : ٦ ، ط. دار الطباعة ، سنة ١٢٨٦.
(٢) صحيح مسلم ١ : ٤٩ ، ط. دار الفكر ، بيروت. ورواه في كنز العمال ١ : ٣٧. حديث ٧٠.
(٣) نقله الشيخ عبدالحسين الاميني في كتابه سيرتنا وسنتنا سيرة نبينا وسنته : ١١ ، عن النصيبي في الجزء الثاني من أحاديثه ، والحافظ البيهقي في شعب الايمان والديلمي في مسنده ، ورواه العلامة المجلسي في البحار باختلاف يسير ٢٧ : ٧٦.