لانقطاع كل وسيلة وسبب للنجاة والنجدة إلّا من عند الله.
٦ ـ ( يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ) (١).
* * *
والاجابة من جانب الله تعالىٰ تأتي علىٰ قدر وعي الانسان لفقره واضطراره الىٰ الله ، وعلىٰ قدر الحاجة في السؤال والدعاء ، يقول تعالىٰ : ( وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّـهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ).
وقرب رحمة الله تعالىٰ من العبد يتناسب طرداً مع ما في نفس العبد من الخوف من عذاب الله والطمع في احسان الله.
وكلما كان الخوف في نفس العبد أشد كان اللجوء الىٰ الله تعالىٰ في نفسه اقوىٰ ، وكان دعاؤه لله تعالىٰ اقرب الىٰ الاستجابة.
وكلما كان طمعه في ما عند الله من الرزق الحسن والثواب اكثر كان دعاؤه لله اقرب الىٰ الاستجابة.
القانون الثالث : في العلاقة بين الدعاء والاستجابة ، وهي من اوضح القوانين التي يدركها الانسان بفطرته ، وعليه تنص الآية الكريمة : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ).
فإن لكل دعوة اجابة ، وهو معنىٰ قوله تعالىٰ : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) وهذا قانون فطري وواضح ، يتقبله الانسان بفطرته ، وهو قانون عام إلّا أن يمنع عن الاجابة عائق.
__________________
(١) السجدة : ١٦.