والعوائق التي تمنع عن الاجابة علىٰ نوعين : فمنها ما يرجع الىٰ المسؤول ، ومنها ما يرجع الىٰ السائل.
والذي يرجع الىٰ المسؤول إما أن يكون من قبيل العجز عن الاجابة ، أو من قبيل البخل والشح بالإجابة.
وقد يرجع الىٰ السائل نفسه ، كما لو كانت الاجابة ليست في صالحه وهو يجهل ذلك ، والله تعالىٰ يعلم به.
أما النوع الاول من العوائق فلا وجود له في ساحة سلطان الله ، فإن سلطانه سبحانه وتعالىٰ سلطان مطلق ، لا يعجز عن شيء ولا يفوته شيء ، ولا يخرج عن سلطانه وقدرته شيء ، ولا حد لجوده وكرمه ، ولا تنقص خزائنه ، ولا تزيده كثرة العطاء إلّا جوداً وكرماً.
إذن فلا يمكن أن نتصور عائقاً عن الاجابة من النوع الاول.
واما العوائق اتي ترجع الىٰ السائل فهي أمر ممكن ، ويتفق كثيراً أن الله تعالىٰ يؤخر اجابة دعاء عباده لا لبخل وشح في ساحته ، ولا لعجز ، ولكن لعلمه بأن التأخير الصلح لحالهم ، ويتفق كثيرا أن الاجابة تضر بالعبد ، فلا يستجيب الله تعالىٰ لدعوة عبده ، ولكن يعوضه عن الاجابة بخير واسع في الدنيا ، ومغفرة للذنوب أو درجات رفيعة في الآخرة ، أو كل ذلك جميعاً.
ونحن هنا نتحدث عن النوع الاول من العوائق اولاً ، ثم نتحدث عن النوع الثاني من العوائق ثانياً ، ثم نتحدث عن العلاقة بين الدعاء والاجابة ثالثاً.
١ ـ النوع الاول من العوائق :
اما العوائق من النوع
الاول فلا وجود لها ، كما ذكرنا في ساحة سلطان الله تعالىٰ وجوده ؛ فإن سلطان الله سلطان مطلق لا يعجز عن شيء ، ولا يفوته شيء ،
ولا حد لسلطانه وقدرته ، وكل شيء في الكون خاضع لسلطانه وقدرته ، لا يمتنع