رقاده ، ثم ندم ، واعترف للنبي (ص) بذنبه ، فنزلت الآية ..
ومهما يكن ، فان للنفس ميولا لا يملك الإنسان كبح جماحها في كثير من الأحيان ، فيشبعها مستخفيا من الناس ، أو محرفا دين الله ، فالأفضل تحليل الشيء المرغوب ، ان كان هناك وجه للتحليل ، كي لا يتمادى الإنسان في الغي ، وتجره المعصية الأولى الى المعصية مرات ومرات ، وبالتالي الى الاستخفاف واللامبالاة بالدين واحكام الله.
(وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) من التمتع بالنساء ليلة الصيام الذي كان محرما عليكم من قبل. (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ). أي أبيح لكم الأكل والشرب ، كما أبيح لكم الجماع من أول الليل ، حتى مطلع الفجر ، وعن رسول الله (ص) : «الفجر فجران : فأما الذي كأنه ذنب السرحان ، فانه لا يحل شيئا ، ولا يحرمه ، واما المستطيل الذي يأخذ في الأفق ـ أي ينتشر فيه ـ فانه يحل الصلاة ، ويحرم الطعام».
(ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ). مبدأ الصيام أول الفجر ، ومنتهاه أول الليل ، ويدخل الليل بمجرد مغيب الشمس ، ولكن مغيبها لا يعرف بمواراتها عن العيان ، بل بارتفاع الحمرة من المشرق ، لأن المشرق مطل على المغرب ، وعلى هذا تكون الحمرة المشرقية انعكاسا لنور الشمس ، وكلما أوغلت الشمس في المغيب تقلص هذا الانعكاس. أما ما نسب الى الشيعة من أنهم يؤخرون صلاة المغرب والإفطار في رمضان حتى تشتبك النجوم فهو كذب وافتراء ، فقد قيل للإمام الصادق (ع) : ان أهل العراق يؤخرون المغرب حتى تشتبك النجوم ، قال : هذا من عمل عدو الله أبي الخطاب.
(وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ). في كتب الفقه باب خاص ، اسمه باب الاعتكاف ، وفي الغالب يذكره الفقهاء بعد باب الصوم ، ومعنى الاعتكاف في الشرع أن يقيم الإنسان في المسجد الجامع ثلاثة أيام بليلتين على الأقل صائما ، على أن لا يخرج من المسجد إلا لحاجة ماسة ، ويعود بعد قضائها مباشرة ، ويحرم على المعتكف مباشرة النساء ليلا ونهارا ، حتى التقبيل واللمس بشهوة .. والنهي هنا متعلق بمباشرة النساء إطلاقا في المسجد وخارجه ، فإذا خرج المعتكف من المسجد ، وجامع ليلا ، واغتسل ، ثم رجع الى المسجد فقد