التّفسير الكاشف [ ج ١ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في التّفسير الكاشف

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

التّفسير الكاشف [ ج ١ ]

الكافرين والمكذبين للأنبياء ورسالتهم ، ولا سبب لهذا التكذيب الا البغي والخوف على منافعهم ومصالحهم الشخصية ، ومكاسبهم العدوانية.

(فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ). أي ان الله سبحانه وفق أرباب النوايا الصالحة الى الايمان بالحق الذي جاء به الأنبياء ، وهذا الايمان كان بأمره تعالى .. فالمراد بالاذن الأمر.

(وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ). في تفسير الآية ٢٦ من هذه السورة «فقرة الهدى والضلال» ذكرنا معاني الهداية ، ومنها أن يتقبل الإنسان النصيحة ويعمل بها ، وهذا المعنى هو المراد بها هنا ، وان الله سبحانه يوفق الطيبين الى تقبل النصح والعمل بالحق والخير.

الاختلاف بين الناس :

وجد الاختلاف بين الناس منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل ، واستمر حتى اليوم ، وسيبقى الى آخر يوم .. ولا يختص الاختلاف بأهل الأديان ، كما يحلو للمستهترين ان ينتقدوا ، أو يتحذلقوا .. فان اختلاف غيرهم قد بلغ النهاية ، وتجاوز الكلام الى الحروب الطاحنة ، فالتناقضات بين الدول الرأسمالية أدت الى حرب نووية ، فقنبلة هيروشيما ألقتها على النساء والأطفال دولة رأسمالية ضد دولة مثلها .. وانقسام الجبهة الاشتراكية لم يخف على أحد ، كما مهد السبيل للسياسة العدوانية على الشعوب المستضعفة ، وشتات كل من الدول الافريقية والاسيوية ضمن النجاح لكل من أراد استغلالها والسيطرة على مقدراتها ، أما اختلاف الدول العربية فكان من نتائجه وجود إسرائيل في قلب بلادهم ، وبالتالي نكسة ٥ حزيران ١٩٦٧.

ومهما يكن ، فان للاختلاف أسبابا كثيرة ، منها التباين في الثقافة والتربية ، ومنها التغاير في الاستعداد والموهبة ، ومنها الاختلاف في الطبع والمزاج ، ومنها التصادم بين المصالح والمنفعة الخاصة. والاختلاف الناشئ من تباين الثقافة ، أو الموهبة ، أو المزاج يمكن علاجه بالاحتكام الى مبادئ أثبتها العلم والتجربة ، أما الاختلاف الناشئ من تصادم المنافع الشخصية فلا علاج له إلا ردع المعتدي بالقوة ، وكلامنا