التّفسير الكاشف [ ج ١ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في التّفسير الكاشف

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

التّفسير الكاشف [ ج ١ ]

أما فيما يعود الى الأدلة على وجود الباري سبحانه فيعلمون منها دليل الدور والتسلسل ، والبعرة والبعير (ملحوظة نحن من القائلين بصحة التقليد في أصول العقائد ، مع موافقتها للواقع).

ثالثا : ان العقل يستقبح الخلف بالوعد دون الوعيد ، فإذا قلت لآخر : سأحسن اليك ، ثم أخلفت كنت ملوما عند العقل والعقلاء ، أما إذا قلت لمن يلزمه أداء حقك : سآخذ حقي منك ، ثم سامحت وصفحت ، فأنت ممدوح عند الله والناس ، بخاصة إذا كان من له الحق غنيا عنه ، ومن عليه الحق فقيرا الى التسامح ، والله غني عن العالمين وعذابهم ، وهم في أمس الحاجة الى رحمته وعفوه.

سؤال رابع وأخير : بماذا تؤول آيات الخلود في النار؟. وعلى أي معنى تحملها؟.

الجواب : يمكن حملها على طول الأمد ، لا على الأبد ، أو على البقاء في النار من غير عذاب ، تماما كخيمة حاتم الطائي (١) أو وجود ابراهيم في النار ، ويعزز هذا ما جاء في بعض الأحاديث ان بعض أهل النار يتلاعبون بجمراتها كالأكرة ، ويقذف بها بعضهم بعضا. وليس من شك ان هذه اللعبة لا تجتمع أبدا مع خفيف العذاب فضلا عن شدته ، وليس على الله بعزيز أن يجعل النار بردا وسلاما على غير ابراهيم كما جعلها على ابراهيم (ع). قال محيي الدين ابن العربي في الجزء الثاني من كتاب الفتوح المكية ص ١٢٧ : «لا يبقى في النار موحد ممن بعث اليه رسول الله (ص) ، لأن النار ترجع بردا وسلاما على الموحدين ببركة أهل البيت في الآخرة ، فما أعظم بركة أهل البيت».

الذي حاج ابراهيم الآة ٢٥٨ :

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ

__________________

(١) في بعض الروايات ان حاتما يدخل النار لكفره ، ولكنه في خيمة تقيه حرها لكرمه.