وهو من الكتب التي قيل بصحتها ، ووثاقة رواتها ، لشهادة مؤلفه حيث قال : «وسميته بكتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى صلوات الله عليهم ، ولا أذكر فيه إلا المسند من الاخبار عن المشايخ الكبار ، والثقاة الأخيار ، وما أبتغي بذلك إلا رضى الله ، والزلفى ، والدعاء من الناظر فيه ، وحسن الثناء والقربى إلى خير الورى من أهل العبا ، ومن طهرهم الله من أئمة الهدى ، صلوات الله عليهم» (١).
فهذا القول منه شهادة على أنه لا يروى المراسيل ، وان الروايات كلها صحيحة ، ورواتها ثقاة.
والتحقيق يقتضي البحث في ثلاث جهات :
١ ـ المؤلف. ٢ ـ ثبوت الكتاب. ٣ ـ الشهادة ودلالتها.
الجهة الاولى : المؤلف : هو أبو جعفر عماد الدين محمد بن أبي القاسم محمد بن علي الطبري ، وهو من الأجلاء الثقاة. (٢)
الجهة الثانية : إن الطريق إلى الكتاب ثابت ، بل له عدة طرق معتبرة ، ذكرها صاحب الوسائل (٣) وغيره.
فلا إشكال في هاتين الجهتين.
وانما الكلام في الجهة الثالثة وهي الشهادة ودلالتها ، فإن تمت حكم بصحة الروايات ووثاقة الرواة وإلا فلا ، ولتحقيق المقام نقول :
قد اشكل على الشهادة ودلالتها بوجهين :
__________________
(١) بشارة المصطفى ـ الطبعة الثانية في النجف ص ١.
(٢) أمل الآمل ـ القسم الثاني ـ الطبعة الأولى في النجف ص ٢٣٤.
(٣) وسائل الشيعة ج ٢ الطبعة الرابعة ـ المكتبة الاسلامية الفائدة الخامسة ص ٥١.