وقد سلم السيد الاستاذ قدسسره بذلك (١) ، الا انه استشكل من جهة أخرى وهي أن ابن المشهدي معدود من المتأخرين فلا اعتبار بشهادته.
وقد مرّ الجواب عن ذلك مفصلا (٢) ، فإنّ ابن المشهدي وإن لم يكن. معاصرا للشيخ الطوسي ، الّا أنه تلميذ لتلميذ ابنه فهو يروي عنه بواسطتين فقد قرأ على الشيخ الجليل هبة الله بن نما رضى الله عنه ، في سنة ٥٦٩ ه على ما يظهر منه في نفس الكتاب (٣) ، وهو من تلاميذ المفيد أبو علي الطوسي قدسسره ، فكما يمكن للشيخ رحمهالله نقل الوثاقة والضعف عن مشايخه سمعا عن سمع ، فكذلك لابنه ، وتلميذ ابنه فاحتمال الشهادة عن حسّ وارد ، وهو المناط في اعتبار الشهادة.
والحاصل : ان الاشكالات الواردة على شهادة كتاب كامل الزيارات لا ترد هنا ، وذلك لأنّ تلك الشهادة مقرونة بشهادات أخرى ، ـ ككونهم مشهورين بالعلم والحديث ، معروفين غير شاذين ـ ، والحال أن هذه الأوصاف لا توجد في أكثر المذكورين في كتاب كامل الزيارات ، وغير ذلك من الاشكالات الواردة عليه ، وأما المقام فهو خال عن ذلك كله ، نعم قد اشتملت بعض الأسانيد على بعض الضعفاء : كعلي بن حسان الهاشمي ، وعمه : عبد الرحمن بن كثير ، ومحمد ابن عبد الله بن مهران والشعبي ، ولكنها قابلة للتوجيه والجمع ، كما مرّ في غيره ، فاذا كانت عبارته قدسسره وافية لذلك ، وقلنا باعتبار شهادته وكتابه ، فيحكم بوثاقة الجميع وعلى فرض عدم شمولها للجميع فالقدر المتيقن هو وثاقة مشايخه.
ولتسهيل الأمر على الطالب نورد أسماء جميع من وقع في أسانيد الكتاب ، وهم :
__________________
(١) معجم رجال الحديث ج ١ ط الخامسة ص ٥١.
(٢) لاحظ ص ١٣٩ من هذا الكتاب.
(٣) الأربعة الى تصانيف الشيعة الطبعة الاولى ج ٢٠ ص ٣٢٥.