كان من المشهورين فمن البعيد أن يكون مدح هؤلاء له وثناؤهم عليه بلا مستند ، وان لا يكون مدركهم أقوال أو كتب من تقدمهم فجانب الحس هنا أقوى من جانب الحدس ، وبهذا يكتفي في اعتباره والحكم بوثاقته ، بل الذي يظهر أنه من الاجلاء.
والحاصل أن هذه الجهة تامة ولا إشكال فيها.
وأما الجهة الثانية ـ وهي الطريق الى الكتاب ، فقد عدّه صاحب الوسائل من الكتب المعتمدة التي وصلت إليه ، الا أنه لم يتعرض إلى طريقه بخصوصه ، نعم قال في آخر كلامه : «ونروي باقي الكتب بالطرق المشار إليها ، والطرق المذكورة عن مشايخنا وعلمائنا رضياللهعنهم جميعا» (١).
ومن المعلوم أن هذا الكتاب داخل في قوله : «الطرق المذكورة عن مشايخنا» وذلك لعدم ذكر ابن شعبة في قوله : «الطرق المشار اليها».
ومعنى ذلك أن للشيخ صاحب الوسائل طريقا الى مثل هذا الكتاب ، وهو موجود في الاجازات ، ولو لم يكن له طريق إليه لاستثناه ، كما استثنى غيره مما لم يظفر بطريق إليه.
هذا مضافا الى أن المستفاد من كلام صاحب الوسائل في كتابه أمل الآمل أن الكتاب مشهور ، كما يستفاد ذلك من كلام الشيخ البحراني الذي نقله المحدث القمي كما تقدم.
والحاصل أن وجود الطريق ـ ولو اجمالا ـ والشهادة بأن الكتاب مشهور ـ وأن لم نظفر نحن بالطريق ـ كاف في اعتبار الكتاب ، وبذلك تخرج رواياته عن الارسال.
__________________
(١) وسائل الشيعة ج ٢٠ الفائدة الخامسة ص ٦١ المكتبة الاسلامية.