وعمل بما فيه في دهرنا هذا وفي غابره إلى انقضاء الدنيا» (١) وهذا يعني اطمئنانه ووثوقه بصحة احاديثه ، بحيث يرجو أن يعمل بها في زمان ظهور الحجة صلوات الله عليه إلى يوم القيامة.
٥ ـ تقدير أكابر العلماء للكتاب غاية التقدير والثناء ، حتى قال عنه الشيخ المفيد قدسسره : «وهو من أجلّ كتب الشيعة وأكثرها فائدة (٢)» فلو كان الكتاب مشتملا على الصحيح وغيره ، فما الفرق بينه وبين سائر الكتب؟ مضافا الى أنّ تلميذه أبا محمد التلعكبري ، كان يروي جميع الاصول المعتبرة ، وكان شيخه حميد بن زياد يروي أكثرها ، فكيف لا يمكنه اختيار الروايات الصحيحة؟
وأما ما ذكره السيد الاستاذ قدسسره من الشواهد على قصور عبارة الكليني فهي غير تامة.
أما الشاهد الأول وهو أن الكليني روى كثيرا من الروايات عن غير المعصومين عليهمالسلام ولتحقيق الأمر لا بدّ من استعراض الموارد التي ذكرها السيد الاستاذ قدسسره ، ليتبين ما فيها من الاشكال ، وان أكثرها ينتهي إلى المعصوم ، وعدم رجوع بعضها إليه عليهالسلام لا يضر بالدلالة ولا ينافي ذلك قول الكليني : «بالآثار الصحيحة».
المورد الأول : ما روي عن هشام بن الحكم ، انّه قال : الأشياء كلّها لا تدرك إلا بأمرين : بالحواس والقلب ... (٣) الخ.
وقد استدلّ بها هشام على ابطال الرؤية بالعين ، وانّها محال ، فأشكل بأن هذا الحديث من هشام ، وليس عن المعصوم.
__________________
(١) اصول الكافي ج ١ ص ٩.
(٢) تصحيح الاعتقاد الطبعة الاولى المحقّقة ـ فصل النهي عن الجدال ص ٧٠.
(٣) الكافي الجزء ١ الصفحة ٩٩ الحديث ١٢.