ويجاب عنه : ان هذه الرواية وإن لم تكن مسندة إلى المعصوم ، الّا أنّ مضمونها وارد في الروايات السابقة عليها في نفس الباب ، وهشام إنما نقل مضمون قول المعصوم عليهالسلام ، فأصل الكلام وارد عن المعصوم ، وليس من كلام هشام .. نعم أضاف هشام فروعا للمسألة.
والمؤكد لذلك أن هشاما روى نفس المضمون في رواية صحيحة (١) ، فيكون أصل الكلام من المعصوم عليهالسلام ، مضافا إلى أن هشام قد أمر بالكلام من قبلهم عليهمالسلام ، كما ورد في مناظرته مع عمرو بن عبيد في القضية المشهورة في البصرة ، وغيرها من المناظرات.
ويمكن ان تكون عناية الكليني بنقله هذا المضمون عن هشام لأن هشاما ممن رمي بالقول بالتجسيم ، فنقل هذا المضمون عنه لدفع هذه الشبهة وتبرئة ساحته ، كما أشار اليه في البحار عن السيد المرتضى قدسسره (٢).
المورد الثاني : ما رواه عن أبي أيوب النحوي وفي طريق آخر : عن النضر بن سويد انه قال : بعث إليّ أبو جعفر المنصور في جوف الليل ، فأتيته ودخلت عليه وهو جالس على كرسي ، وعليه شمعة ، وفي يده كتاب ... (٣) الخ ، فهذه القضية التأريخية لم يروها عن المعصوم ، فكيف نقلها الكليني قدسسره في الكافي؟
ويجاب بأنه ذكر في آخر الرواية أنّه أوصى إلى خمسة ، وأحدهم أبو جعفر المنصور ... ولا شك ان هذا القول رواية عن المعصوم عليهالسلام ، وان كان صدر الرواية لم يسند إليه عليهالسلام ، فكيف يقال بأنها ليست رواية عن المعصوم عليهالسلام؟
المورد الثالث : ما أورده عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآله قال :
__________________
(١) البحار ج ٤ ص ٥٤ ح ٣٤.
(٢) البحار ج ٣ ص ٢٥٤.
(٣) الكافي ج ١ ص ٣١٠ ح ١٣.