ثبت ضعفه عند الشيخ والنجاشي؟ بمعنى أنّ هؤلاء المشايخ الذين ادّعى الشيخ أنّهم لا يروون ولا يرسلون إلّا عن ثقة قد ثبت عند الشيخ نفسه أنّهم رووا عن الضعفاء والمخدوشين ، كالبطائني ، ويونس بن ظبيان ، وأبي جميلة ، وغيرهم ، وهذا دليل واضح على عدم تمامية الدعوى (١).
هذه هي مناقشات السيّد الاستاذ قدسسره لهذه الدعوى ، وعمدتها الجهة الأخيرة ، وأمّا الجهات الثلاث الاولى وهي أنّ هذه الدعوى غير ثابتة ، بل هي حدس واجتهاد من الشيخ ، وانّ مستنده عبارة الكشّي في أصحاب الاجماع ، وعدم تعرّض الأصحاب للأمر ومناقشة الشيخ في بعض الموارد فالأمر فيها سهل ، ويقال في جوابها : إنّ عدم تعرّض الأصحاب إنّما كان من أجل عدم الوصول إلينا ، فإنّ كثيرا من الامور لم تصل ، وما أكثر ما ضاع وتلف وأتلف من الكتب ، فخلو كلمات الأصحاب عن ذكر هذا الأمر لا يكون دليلا على بطلان الدعوى من أصلها بحيث لا يعتنى بها إذ هي شهادة فلا يمكن التنازل عنها لمجرّد عدم العثور عليها في كلمات الأصحاب.
وأمّا كونها حدسا من الشيخ ، فهذا احتمال ضعيف ، وهو لا يضرّ في المقام ، لأنّ الظاهر انّها شهادة عن حسّ ، إذ قال : «لانهم عرفوا بأنهم لا يروون ولا يرسلون ...» ورفع اليد عن هذه الشهادة لاحتمال انّها حدسية لا وجه له.
وأمّا عدم التزام الشيخ بالشهادة لمناقشته في بعض الموارد ، فهذا أمر غير ثابت ومناقشات الشيخ إنّما هي في باب التعارض ، وهو باب مستقلّ ولا يلازم عدم عمله بمضمون الشهادة في غير باب التعارض ، فإنّ الظاهر من كلام الشيخ انّ الشهادة في غير باب التعارض.
__________________
(١) معجم رجال الحديث ج ١ ص ٦٥ الطبعة الخامسة.