العلامة المجلسي رحمهالله في مرآة العقول : إنّ الضمير في «قال» راجع إلى أحدهما (الباقر او الصادق) عليهماالسلام كأنه سقط من النساخ أو الرواة (١).
أقول : وقد وجدنا في بعض نسخ الكافي قال : قال ، فكرر لفظ القول ، وهو صريح في المقصود ، وعليه فالرواية مضمرة ، وشاهدها ذيل الرواية.
المورد السادس : ما أورده عن أبي حمزة ، قال : المؤمن خلط عمله بالحلم ، يجلس ليعلم ، وينطق ليفهم ... الخ (٢) ، وهذه الرواية لا تنتهي إلى المعصوم.
والجواب أن الظاهر منها عود الضمير إلى أبي حمزة ، إلّا أنّ هذه الرواية ذكرها الكليني في باب المؤمن وعلاماته وصفاته ، وأوردها هكذا : «عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين عليهماالسلام المؤمن يصمت ليسلم وينطق ليغنم (٣) ...» وصدر الروايتين مختلف إلا أن آخر كل منهما متفق بنفس الالفاظ ، فكلاهما رواية واحدة تنتهي إلى المعصوم.
المورد السابع : ما أورده عن اليمان بن عبيد الله ، قال : رأيت يحيى بن امّ الطويل ، وقف في الكناسة ، ثم نادى بأعلى صوته ... (٤) الخ ، وهي لا تنتهي إلى المعصوم عليهالسلام.
والجواب : ان يحيى ، من خواص أصحاب الامام السجاد عليهالسلام ، المخلصين في اعتقادهم وولائهم ، حتى عدّ من الحواريين ، ومن الذين لم يرجعوا عن الحق طرفة عين ، وهذا الكلام صدر منه في آخر لحظات حياته ، حينما اراد بنو أمية
__________________
(١) مرآة العقول ج ٨ ص ١٥٩ الطبعة الثانية.
(٢) الكافي ج ٢ باب الحلم ح ٢ ص ١١١.
(٣) الكافي ج ٢ ص ٢٣١ ح ٣.
(٤) الكافي ج ٢ ص ٣٧٩ ح ١٦ باب مجالسة اهل المعاصي.