وخرجت فيه اللعنة ، فقيل له : فكيف نعمل بكتبه وبيوتنا منها ملاء؟ قال : أقول فيها ما قاله أبو محمد الحسن بن علي صلوات الله عليهما وقد سئل عن كتب بني فضال ، فقالوا : كيف نعمل بكتبهم وبيوتنا منها ملاء؟ فقال عليهالسلام : خذوا ما رووا ، وذروا ما رأوا (١).
والاشكال في عبد الله الكوفي فإنّه لم يترجم في الكتب الرجاليّة ، ولم تعلم حاله ، فلا يمكن الركون إلى هذا الخبر للجهالة في سنده ، ومثله أبو الحسين بن تمام فإنّه لم يذكر بشيء.
وأمّا الاشكال من حيث الدلالة ، فلأنّ الرواية في مقام بيان فساد عقيدة بني فضّال ، وفساد عقيدتهم لا يستلزم عدم حجّية الرواية عنهم ، لكونهم ثقاة في أنفسهم ، وأمّا أنّهم لا يروون إلّا عن الثقاة ، وأنّ كلّ رواياتهم صحيحة ، فلا دلالة للرواية عليه (٢).
ويحتمل أن يكون المراد أنّ بني فضّال كانوا على الاستقامة ، ثم تبدّل حالهم إلى الانحراف ، وفسدت عقيدتهم ، فورد السؤال عن كتبهم التي صنّفوها حال استقامتهم ، فأجاب الامام عليهالسلام بما أجاب به ، فإنّهم وإن فسدت عقيدتهم إلّا أنّ ما رووه يمكن الأخذ به ، وفساد العقيدة لا يضرّ بالرواية ، إذ كانوا على الاستقامة في زمانها ، وبعد الانحراف تبقى الروايات على حالها من الاعتبار ولا يضرّ بها انحرافهم.
ولا تتعرّض الرواية المتقدّمة إلى حكم الأخذ بجميع كتبهم ، ورواياتهم ، وإن اشتملت على ضعف أو جهالة أو إرسال ، وعليه فدلالة الرواية قاصرة عن
__________________
(١) كتاب الغيبة الطبعة الثانية ص ٢٣٩.
(٢) معجم رجال الحديث ج ١ ص ٦٨ الطبعة الخامسة.