على أن جميع ما ذكره ابن عقدة فهو يذكره في الرجال ، فما أورده السيّد الاستاذ قدسسره على الدعوى محلّ تأمّل.
وقد تؤيّد هذه الدعوى بما ذكره العلّامة في الخلاصة ، فإنّه نقل كلام الشيخ ، وأشار إلى أنّ ابن عقدة جمع من أصحاب الصادق عليهالسلام أربعة آلاف شخص ، وإنّما جعلنا هذا تأييدا للدعوى ، لأنّ العلّامة معدود من المتأخّرين (١).
والحاصل انّ المقدّمتين السابقتين بضمّ إحداهما إلى الاخرى ، وتطبيق كلام الشيخ على ما ذكره ابن عقدة ـ وهو قابل للتصديق ـ تكون النتيجة انّ من ذكرهم الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليهالسلام ، ـ وهم الذين ذكرهم ابن عقدة في كتابه ـ هم المعنيّون في كلام الشيخ المفيد ، وغيره ، من الأعلام ، وانّهم ثقاة.
هذا على فرض القبول والتسليم وإلّا فالمقام لا يخلو عن مناقشة ، وهي في نظرنا تعود إلى أنّ أصل الدلالة غير تامة يعني أنّ كلام الشيخ المفيد في أصله لا يدلّ على وثاقة هؤلاء الذين ذكرهم ابن عقدة ، والسرّ في ذلك انّه لم يعلم أنّ مراد الشيخ المفيد من كلامه هو ما ذكره ابن عقدة في كتابه.
وكلام الشيخ المفيد وإن كان ينطبق على ما ذكره ابن عقدة ، وفيه إشعار به ، إلّا أنّ المقام لمّا كان مقام شهادة فنحن بحاجة إلى النصّ الصريح ، ولا نصّ في كلام الشيخ المفيد ، فالدلالة قاصرة عن إفادة المدّعى.
وهكذا بالنسبة إلى كلمات غير الشيخ المفيد من الأعلام ، وإن كان يظهر أنّ مستندهم هو عبارة الشيخ المفيد ، وسواء قلنا إنّ كلامهم هو نفس كلام الشيخ المفيد أو قلنا بأنّه شهادة مستقلّة فلا نصّ في كلماتهم على الدعوى.
وعبارة ابن شهراشوب وإن كان فيها إشارة ، إلّا أنّ الاشارة لا تنفع في
__________________
(١) رجال العلامة ص ٣٠٤ الطبعة الثانية.