والمستفاد من عبارة الشيخ أمران :
الأول : انّ كتاب الرحمة يشتمل على خمسة كتب : وهي الطهارة ، والصلاة ، والصوم ، والزكاة ، والحجّ ، ونحن وإن ذكرنا كتاب الرحمة فيما سبق إلّا أننا لم نذكر اشتماله على هذه الكتب الخمسة ، وذكر الصدوق في أوّل الفقيه أنّ كتاب الرحمة من الكتب المشهورة التي عليها المعوّل ، وإليها المرجع ، ولا يحتاج إلى طريق ، ورواياته كلّها صحيحة (١).
وكلّ ما يرويه الصدوق في الفقيه عن سعد بن عبد الله في العبادات فهو من كتاب الرحمة ، إلّا ما يورده في الحجّ فيحتمل انّه من كتاب الرحمة ، كما يحتمل انّه من كتاب جوامع الحجّ ، فلا بدّ من التمييز في خصوص روايات الحجّ ، بل يمكن أن يستفاد مما ذكره بالنسبة الى كتاب المنتخبات ـ من استثناء بعض رواته ورواياته ـ أنّ روايته لبقية كتبه بدون استثناء قرينة على أن جميع رواياتها معتبرة ، وطريقها عن الرجال الثقاة ، والا فلا وجه لاختاص الاستثناء بكتاب المنتخبات ، فلاحظ.
الثاني : وثاقة من ورد ذكره في كتاب المنتخبات ، ممّن وقع في السند بعد سعد ابن عبد الله بشهادة الصدوق التي نقلها الشيخ عنه.
وأمّا من وقع قبل سعد ، فهو أيضا لا إشكال فيه ، فإنّ طريق الشيخ إلى الصدوق صحيح (٢) ، كما أنّ طريق الصدوق إلى المنتخبات صحيح أيضا (٣).
والحاصل أنّ أسناد كتاب المنتخبات ومن بعده صحيحه ، ورجالها ثقاة ، وبقى كيفيّة التعرّف على رجال المنتخبات المعنيّين بتوثيق الصدوق ، وهم الواقعون بعد سعد بن عبد الله.
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ج ١ ـ المقدمة ـ ص ٧٢ دار التعارف للمطبوعات.
(٢) الفهرست ص ١٨٦ الطبعة الثانية.
(٣) مشيخة الفقيه ص ٨ الطبعة الاولى.