ثم أنّنا بعد التتبع وجدنا أنّ تلميذ الشهيد وهو الشيخ حسن بن سليمان ابن خالد ، قد اختصر كتاب بصائر الدرجات سمّاه كتاب مختصر بصائر الدرجات ، وقد يقال منتخب البصائر تخفيفا ، وأضاف إليه روايات اخرى من غيره ، وقد ذكر طريقه إلى روايات سعد (١) وقد أسماه صاحب كتاب صحيفة الابرار بالمنتخبات (٢) ، وعليه فكلّ رواية وردت في هذا الكتاب عن الصدوق إلى سعد بن عبد الله فهي من كتاب المنتخبات ، فتكون فائدة كتاب مختصر بصائر الدرجات في هذا المقام التعريف بأسماء الرواة الذين عناهم الصدوق بالتوثيق ولكن في اثبات اتحاد المختصر مع المنتخبات بتسمية شخص آخر له بالمنتخبات اشكال واضح وذلك :
أولا : تصريح المؤلف بأن الكتاب اسمه كتاب مختصر البصائر ، فانه قال في أوله : (نقلت من كتاب مختصر البصائر ، ، تأليف سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي رحمهالله) (٣) ، وهو الظاهر من كلام الشيخ الحر العاملي أيضا ، حيث قال في ترجمة المؤلف : (الحسن بن سليمان بن خالد الحلبي ، فاضل عالم فقيه ، له مختصر بصائر الدرجات لسعد بن عبد الله ، يروي عن الشهيد) (٤).
وثانيا : ان الظاهر من كلام الشيخ (٥) والنجاشي (٦) ان كتاب المنتخبات من نفس سعد ويقع في ألف ورقة ، وأما الكتاب الذي انتخبه تلميذ الشهيد رحمهالله فهو لا يصل الى مائة ورقة والفرق بينهما بيّن والله العالم.
__________________
(١) الذريعة الى تصانيف الشيعة ج ٢٠ ص ١٨٢ الطبعة الاولى.
(٢) هو الميرزا محمد تقي بن المولى محمد بن الحسين بن زين العابدين بن علي بن ابراهيم المامقاني التبريزي.
(٣) مختصر بصائر الدرجات ص ١ منشورات المطبعة الحيدرية في النجف الاشرف ١٣٧٠ ه ـ ١٩٥٠ م.
(٤) أمل الآمل ـ القسم الثاني ص ٦٦ الطبعة الاولى المحققة ١٣٨٥ ه.
(٥) الفهرست ص ١٠١ الطبعة الثانية ١٣٨٠ ه ـ ١٩٦٠ م.
(٦) رجال النجاشي ج ١ ص ٤٠٣ الطبعة الاولى المحققة.