الشيخ في أوائل السند لا دلالة فيها على وثاقة رجاله ، وقد تقدّم منّا تفصيل ذلك في البحوث السابقة ، وهكذا الأمر بالنسبة إلى النجاشي ، فقد علمنا بوثاقة مشايخه من أدلّة أخرى ، وأمّا بالنسبة إلى غيره فلا يمكن الجزم بذلك ، وعدم تمكين المشايخ ابن الغضائري من الدخول على الأنباري ، لا يدلّ على انّه لم يتّصل بغيره ممّن حاله حال الأنباري.
فما ذكر من الأدلّة الثلاثة قاصرة عن إثبات المدّعى.
ثم إنّ الأولى أن يبدّل الجواب النقضي الأوّل الذي ذكرناه عن السيّد الاستاذ قدسسره إلى القول بأنّ النجاشي قد يتعرّض لكثير من مشايخ الاجازة ، ويصف بعضهم بالوثاقة ، ويسكت عن البعض الآخر ، فما هو الفرق في ذلك؟
ووجهه : انّ الشخصين اللذين ضعّفهما النجاشي متقدّمان زمانا على الكليني ، ودعوى الشهرة في مشايخ الإجازة بالنسبة إلى ما بعد الكليني لا قبله ، وكلام الشهيد ، وابنه ، ناظر إلى ما بعد الكليني.
والخلاصة : انّه لا يمكننا التسليم بهذه الدعوى في حقّ مشايخ الاجازة.
نعم ، يمكن القول إنّ أكثر مشايخ الاجازة ممّن هو متأخّر زمانا عن الشيخ محكوم بالوثاقة ، لكن لا لو صف المشيخة ، فإنّها لا توجب التوثيق وإنّما تثبت بدليل آخر.