ومنها : ما رواه بسنده إلى علي بن عبد الله ، قال : خرج جابر ذات يوم وعلى رأسه قوصرّة ، راكبا قصبة ، حتى مرّ على سكك الكوفة ، فجعل الناس يقولون : جنّ جابر ، جنّ جابر ، فلبثنا بعد ذلك أيّاما ، فإذا كتاب هشام قد جاء بحمله إليه.
قال : فسأل عنه الأمير فشهدوا عنده انّه قد اختلط ، وكتب بذلك إلى هشام فلم يتعرّض له ، ثم رجع إلى ما كان من حاله الأول (١) ، وغيرها من الروايات (٢).
السابع : رواية الأجلّاء عنه كأبن أبي عمير ، وغيره (٣).
وأمّا ما ورد في حقّه من الذمّ فأمران :
الأوّل : ما ذكره النجاشي حيث قال : روى عنه جماعة غمز فيهم ، وضعفّوا ، منهم : عمرو بن شمر ومفضّل بن صالح ، ومنخل بن جميل ، ويوسف بن يعقوب ، وكان في نفسه مختلطا ، وكان شيخنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رحمهالله ينشدنا أشعارا كثيرة في معناه ، تدلّ على الاختلاط إلى أن قال : وقلّ ما يورد عنه شيء في الحلال والحرام (٤).
الثاني : ذكر الكشّي رواية صحيحة السند ، وهي : ما رواه بسنده إلى ابن بكير ، عن زرارة ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام ، عن أحاديث جابر ، فقال : ما رأيته عند أبي قطّ إلّا مرّة واحدة ، وما دخل عليّ قط (٥).
إلّا أنّ هذين الأمرين لا ينهضان للدلالة على ضعفه فهما قابلان للمناقشة ، أمّا ما ذكره النجاشي ففيه :
__________________
(١) رجال الكشي ج ٢ ص ٤٤٣ مؤسسة أهل البيت.
(٢) ن. ص ص ٤٤٣ وما بعدها.
(٣) راجع ص ٣٦٤ من هذا الكتاب.
(٤) رجال النجاشي ج ١ ص ٣١٤ الطبعة الاولى المحققة.
(٥) رجال الكشي ج ٢ ص ٤٣٦ مؤسسة آل البيت (ع).