ابن موسى بن علي بن عبد الله بن العباس ، وكان عامل المنصور على الكوفة إلى أبي الخطاب ، لما بلغه أنّهم أظهروا الاباحات ودعوا الناس الى نبوّة أبي الخطّاب ، وأنّهم يجتمعون في المسجد ولزموا الأساطين ، يرون الناس أنّهم لزموها للعبادة ، وبعث إليهم رجلا فقتلهم جميعا لم يفلت منهم إلّا رجل واحد ، أصابته جراحات فسقط بين القتلى يعدّ فيهم ، فلمّا جنّه الليل خرج من بينهم فتخلّص وهو أبو سلمة سالم بن مكرم الجمّال الملقّب بأبي خديجة ، فذكر بعد ذلك أنّه تاب وكان ممّن يروي الحديث (١).
وقد وقعت هذه الحادثة قبل وفاة الامام الصادق عليهالسلام بعشر سنوات ولعلّ أمره عليهالسلام سالما بتغيير كنيته إلى أبي سلمة لأنّه كان معروفا بكنيته الاولى أيّام صحبته لأبي الخطّاب ، فبعد توبته وللستر عليه أمره الامام عليهالسلام بتغيير الكنية ، وقد ذكر في أحواله انّه روى عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام ، والخطابية تنصب العداء للأمام موسى بن جعفر عليهالسلام.
وعليه فيمكن الجمع بين كلام الشيخ وكلام النجاشي بأن الشيخ لم يتيقّن بتوبته أو يطمئّن بها ، فهو عنده ضعيف.
وهناك احتمال آخر ولعلّه الأرجح وهو انّ الشيخ علم بتوبة سالم إلّا إنّها ترتبط بمسألة فقهية ، وهي هل أنّ هذه التوبة مقبولة أم لا؟ وذلك لتحقّق الارتداد عن فطرة ، فإنّ الخطّابية يقولون بألوهيّة الامام الصادق عليهالسلام ، ونبوّة محمد بن أبي المقلاص المعرف بابي الخطّاب ، فبعد تحقّق الارتداد من سالم وحصول التوبة منه فهل تكون توبته مقبولة؟ وهذه مسألة خلافية بين الفقهاء (٢) ، فإنّهم ذكروا انّ
__________________
(١) رجال الكشي ج ٢ ص ٦٤١ مؤسسة آل البيت (ع).
(٢) جواهر الكلام ج ٤١ ص ٦٠٠ وما بعدها الطبعة السادسة.