الآثار (١).
وفي آخر كتاب المفضّل ذكر أنّ الامام عليهالسلام ، وضع يده على صدر المفضّل وقال : احفظ بمشيئة الله فخر مغشيّا عليه ، فلمّا أفاق قال : كيف ترى نفسك؟ فقال : استغنيث بمعونة مولاي وتأييده عن الكتاب الذي كتبه ، وصار ذلك بين يدي ، كأنّي أقرأه من كفّي ... إلى أن قال عليهالسلام للمفضّل : فأنت منّا بالمكان الرفيع ، وموضعك من قلوب المؤمنين موضع الماء من الصدي (٢).
إلّا أنّ هذا الوجه لا ينهض دليلا على التوثيق ، وذلك :
أوّلا : انّ ابن طاووس في عداد المتأخرين ، وثانيا : انّ الرواية وإن كان فيها دلالة على جلالة قدر المفضّل إلّا أنّ راويها هو المفضّل نفسه.
السابع : رواية الأجلّاء عنه ، مثل ابن أبي عمير ، ومحمد بن مسلم ، وجعفر ابن بشير ، ويونس بن عبد الرحمن ، وعثمان بن عيسى ، والحسن بن محبوب ، وغيرهم (٣).
إلّا أنّ رواية ابن أبي عمير ومحمد بن مسلم في غير الكتب الأربعة.
الثامن : انّ ابن الوليد لم يستثنه من كتاب نوادر الحكمة ، وقلنا : إنّ عدم الاستثناء دليل على التوثيق.
التاسع : الروايات الكثيرة الواردة في مدحه ، فقد أورد الكشّي في رجاله سبعة عشر رواية منها : ثلاث روايات ذكرها الشيخ في الغيبة كما أشرنا إلى ذلك وأضاف المحدّث النوري ثمان روايات أخرى.
وأكثر هذه الروايات ضعيفة السند ، وبعضها ينتهي إلى نفس المفضّل ،
__________________
(١) مستدرك الوسائل ج ١ ص ٥٧ الطبعة الاولى القديمة.
(٢) مستدرك الوسائل ج ٣ ص ٥٧٠ الطبع القديم.
(٣) مشايخ الثقاة الحلقة الاولى ص ١١٤ الطبعة الثانية ومعجم رجال الحديث ج ١٩ ص ٣١٦ الطبعة الخامسة.