عليه المفضّل بن عمر من الوثاقة والجلالة والمنزلة عند الأئمة عليهمالسلام.
وقد ذكر المحدّث النوري ثمان روايات اخرى (١) ، وهي وإن كان أكثرها لا دلالة فيها على الوثاقة ، إلّا أنّه يستفاد من بعضها براءة المفضّل بن عمر من نسبته إلى الخطّابية.
وأمّا ما استدلّ به على ضعفه فأمور :
الأوّل : ما ذكره النجاشي في ترجمته ، قال : كوفي ، فاسد المذهب ، مضطرب الرواية ، لا يعبأ به ، وقيل : إنّه كان خطّابيا ، وقد ذكرت له مصنّفات لا يعوّل عليها وإنّما ذكرناه للشرط الذي قدّمناه ... والرواة له مضطربوا الرواية (٢).
الثاني : ما ذكره ابن الغضائري ، قال : ضعيف ، متهافت ، مرتفع القول ، خطّابي ، وقد زيد عليه شيء كثير ، وحمل الغلاة في حديثه حملا عظيما ، ولا يجوز أن يكتب حديثه (٣).
__________________
ـ عن أحمد بن كليب ، عن محمد بن الحسين ، عن صفوان ، قال بلغ من شفقة المفضل أنه كان يشتري لابي الحسن عليهالسلام الحيتان ، فيأخذ رؤوسها ويبيعها ويشتري بها حيتانا شفقة عليه ، رجال الكشي ج ٢ ص ٦٢١ الحديث ٥٩٩ ، وهذه كما ترى فليست هي رواية عن المعصوم.
والثانية : حدثني محمد بن مسعود ، قال : حدثني اسحاق بن محمد البصري ، قال : حدثني عبد الله بن القاسم ، عن خالد الجوان ، قال : كنت والمفضل بن عمر وناس من اصحابنا بالمدينة ، وقد تكلمنا في الربوبية ، قال : فقلنا مرّوا الى باب أبي عبد الله حتى نسأله ، قال : فقمنا بالباب ، قال : فخرج الينا وهو يقول : بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.
قال الكشي : اسحاق وعبد الله وخالد من أهل الارتفاع ، رجال الكشي ج ٢ ص ٦٨ الحديث ٥٩١ ، وقد جعل السيد الاستاذ قدسسره هذه الرواية لا مادحة ولا ذامة ، ولكن لا ندري كيف لا تكون مادحة إذا كان المراد تطبيق الآية الشريفة على المفضل وزملائه ، نعم إذا كان في المنام قرينة على أن كلامهم في الربوبية يشتمل على نسبتها الى الائمة (ع) ، فتخرج عن كونها مادحة الى انها واردة في مقام بيان حالهم (ع) وأنهم عباد لله.
(١) مستدرك الوسائل ج ٣ ص ٥٦٥ الطبع القديم.
(٢) رجال النجاشي ج ٢ ص ٣٥٩ الطبعة الاولى المحققة.
(٣) مجمع الرجال ج ٦ ص ١٣١ مؤسسة اسماعيليان.