الطائفة وثقاتهم ، كثير العمل (١).
وأمّا محمد بن إسماعيل البندقي النيسابوري ، فلم يرد فيه توثيق ، وإنّما ذكره الشيخ في من لم يرو عنهم (٢) ، نعم وقع في أسناد كامل الزيارات ـ وسيأتي تحقيقه ـ.
وأمّا الأمر الثالث : فبناء على عدم معرفة حاله يقع الكلام في الروايات الكثيرة التي رواها عنه الكليني في الكافي.
وقد قيل بإمكان تصحيح رواياته بأمور ثلاثة :
الأوّل : اعتماد الكشّي ، والكليني عليه ، وكونه أحد تلامذة الفضل ، وهذا وإن لم يكن توثيقا ، إلّا انّه يمكن عدّ رواياته في الحسان (٣).
وفيه انّ هذا مجرّد استحسان ، وليس دليلا يعتمد عليه ، فإنّه لم يثبت انّ الكليني والكشّي لا يرويان إلّا عن ثقة.
الثاني : انّ الكليني إنّما أورد السند في الكافي للتيمّن والتبرّك أو لإخراج الروايات عن حدّ الارسال ، وذلك لأنّ روايات الفضل مشهورة ، وكتبه معروفة ، وكانت عند الكليني ، فعدم معرفة حال محمد بن إسماعيل لا يضرّ بصحّة الرواية وإن كان واقعا في السند (٤).
وفيه : انّ شهرة روايات الفضل وكتبه دعوى بلا دليل ، وعلى فرض التسليم ، لا يعلم أنّ ما رواه محمد بن إسماعيل داخل فيها ، إذ لم يبيّن مقدار ما هو المشهور من روايات الفضل وكتبه ، ولم تحرز شهرة جميع الروايات والكتب ، بل لم يذكر عن روايات الفضل انّها مشهورة ، وعليه فلا يمكن الاعتماد
__________________
(١) ن. ص ص ٢١٤.
(٢) رجال الشيخ ص ٤٩٦ الطبعة الاولى.
(٣) تنقيح المقال ج ٣ الفائدة السابعة من خاتمة الكتاب ص ٩٨ الطبع القديم.
(٤) ن. ص ص ٩٨.