وأما الاشكال على الجهة الثانية فهو ما ذكره السيد الاستاذ في المعجم (١) وحاصله : أن الكتب المعروفة المعتبرة التي أخرج منها الصدوق روايات كتابه ، لم يبدأ في الفقيه بأصحابها ، وقد ذكر جملة منهم في المشيخة ، وإنما هي كتب غيرهم من الاعلام المشهورين ، كرسالة والده إليه ، وكتاب شيخه محمد بن الحسن بن الوليد ، فالروايات المودعة في الفقيه مستخرجة من هذه الكتب معتقدا أنها كتب معروفة ومعتبرة ، وأما كونها صحيحة ، أو غير صحيحة ، فهو أمر أجنبي عن ذلك .. نعم هذا في حق الشيخ الطوسي رحمهالله ثابت ، فإنه قد صرح في كتابيه التهذيب ، والاستبصار ، بأنه بدأ الأسناد بأصحاب الكتب (٢) نعم لم يشر الشيخ الى أنه استخرج روايات كتابيه من كتب معتبرة ومعروفة.
والجواب عن الوجه الاول من الاشكال الأول فهو وارد لو لم نعرف راي الصدوق رحمهالله في اعتماده على توثيق الراوي ، اما إذا علمنا ذلك فالاشكال في غير محله ، وهو الصحيح ، فإن الصدوق يعتبر وثاقة الراوي في الاعتماد على الرواية ويعلم ذلك من خلال الرجوع إلى كلماته وكلمات غيره ، ومن الشواهد على ذلك امور :
الأول : ما ذكره الشيخ الطوسي رحمهالله في الفهرست (٣) في ترجمة سعد بن عبد الله ، عن الشيخ الصدوق رحمهالله قال : وقد رويت عنه كل ما في المنتخبات مما اعرف طريقه من الرجال الثقاة.
وهي عبارة صريحة في اعتماده على الثقاة.
الثاني : قال في الفقيه : أما خبر صلاة الغدير ، والثواب المذكور فيه لمن
__________________
(١) معجم رجال الحديث ج ١ الطبعة الخامسة ص ٨٧.
(٢) ن. ص ص ٧٧.
(٣) الفهرست الطبعة الثانية في النجف الأشرف ص ١٠٢.