قال ابن أبي السّريّ ، وقال الهيثم بن عديّ : توفي ببغداد وبها قبره بالجانب الشرقي في مجلس يقال له دار البستان ، يعرف ببستان موسى أطبق. قال ابن أبي السّريّ : وكان موسى طويلا جسيما أبيض بشفته العليا تقلص.
حدثني الأزهري ، حدّثنا سهل بن أحمد الديباجي ، حدّثنا الصولي ، حدّثنا ابن الغلابي ، حدثني محمّد بن عبد الرّحمن التّيميّ المكي ، حدثني المطّلب بن عكاشة المزنيّ قال : قدمنا إلى أمير المؤمنين الهادي ـ شهودا على رجل منا ـ شتم قريشا ، وتخطى إلى ذكر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فجلس لنا مجلسا أحضر فيه فقهاء زمانه ومن كان بالحضرة على بابه ، وأحضر الرجل وأحضرنا ، فشهدنا عليه بما سمعنا منه ، فتغير وجه الهادي ثم نكس رأسه ورفعه فقال : إني سمعت أبي المهديّ يحدث عن أبيه المنصور عن أبيه محمّد بن علي عن أبيه علي بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن عبّاس قال : من أراد هو ان قريش أهانه الله. وأنت يا عدو الله لم ترض بأن أردت ذلك من قريش حتى تخطيت إلى ذكر رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ اضربوا عنقه ، فما برحنا حتى قتل.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا الحسين بن هارون الضّبّيّ ، أخبرنا محمّد ابن عمر بن الجعابي ، حدّثنا أحمد بن عبيد الله أبو العبّاس الثّقفيّ ، حدثني عيسى بن محمّد الكاتب ، حدثني أبي قال : قال لي أمير المؤمنين الهادي : يا أبا جعفر أخبرنا أبي عن جدي أن محمّد بن علي بن عبد الله بن عبّاس قال : ما أصلح الملك بمثل تعجيل العقوبة للجاني ، والعفو عن الزلات القريبة ، ليقل الطمع في الملك.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبّاس النعالي ، أخبرنا أحمد بن نصر الذارع ، حدّثنا محمّد بن أحمد قال : حدّثنا العبّاس بن الفضل عن أبيه قال : غضب موسى الهادي على رجل فتكلم فيه فرضي عنه ، فذهب يعتذر فقال له موسى : إن الرضى قد كفاك مئونة الاعتذار.
أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن علي البزّاز ، أخبرنا أبو سعيد الحسن ابن عبد الله السيرافي ، حدّثنا محمّد بن أبي الأزهر النّحويّ ، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال : حدثني عمي مصعب بن عبد الله عن جدي عبد الله بن مصعب قال : دخل مروان بن أبي حفصة على أمير المؤمنين الهادي فأنشده مديحا له حتى إذا بلغ قوله :
تشابه يوما بأسه ونواله |
|
فما أحد يدري لأيهما الفضل |