سجيّة الفيض العام والجود الشامل وسنّته الرحمة الواسعة ، وبالنظر الى ذوات المفطورات وهويّات المجعولات بأسرها ، اذ مستدعاة ماهياتها ومبتغاة حقائقها بحسب فقر جوهر الذات وليسيّة طباع الامكان أن تستند الى الجاعل القيّوم الواجب بالذات جلّ ذكره بتّة.
و «ب» حيث لوحظت بما لها من الخصوصيّات جعلت حرف العقل الاوّل بل حرف عالم العقل بما له من الجهات بحسب جوهر الحقيقة وبحسب الاستناد الى صقع جنب الربوبيّة ، والاستفادة والاستضاءة من شعاع نوره.
ثمّ «و» أيضا دلّ بها [ب ـ ٥٢] على عالم العقل ، وجعلت حرف ما يترتّب على الابداع ، وينبعث عن محوضة الأمر الابداعي ، ولكن لا بحسب نفس جوهر الحقيقة بما هي هي ، ولا باعتبار النظر الى طوار الجناب الاعلى ، بل بحسب الاضافة الى الجنبة السافلة بالتأثير فيها. والاشراق عليها باذن الله سبحانه من تلقاء الفعليّة المستفاده من فعّاليّته والشعاع المقتبس من نوره ، وهو أوّل ماله الوجوبان ـ السابق واللّاحق ـ بالاستناد إلى ابداعه ، فمن حيث لحاظ اختلاف الجهتين اختلف رقما (٢) و (٦) عند الحكماء في جهتى اليمين والشمال على التعاكس.
ومن الأقاويل المشهورة عندهم أنّ «و» جعلت حرف عالم العقل لما أنّ للعقل الأوّل في حدّ ذاته ستّ حيثيّات تلزم ذاته المتقرّرة بالفعل الماهية والإنّية والجواز الذاتي ، والوجوب بالغير وتعقّل ذاته عقلا حضوريّا وتعقّل ذات الجاعل بقدر الامكان.
فمنهم من أرجعها الى حيثيّات ثلاث ، ومنهم من أرجعها الى حيثيّتين ؛ والتحقيق أنّ الحيثيّات اللازمة لذاته الصادرة بالفعل اثنتا عشرة حيثيّة مضمّنة في تلك الحيثيّات.
وكذلك «ج» و «ز» حرفان لعالم النفوس ، أعني الطبقة الاخيرة من عالم الأمر بحسب الاعتبارين ، وكذلك «د» و «ح» كلاهما لعالم الطبائع من ذينك الاعتبارين ، واختلاف رقمى النفس والطبيعة أعنى (٧) و (٨) في جهتى العلو والسفل على التعاكس [الف ـ ٥٣] لكون عالم النفس فوق عالم الطبيعة.
و «ط» حرف عالم الهيوليات ، آخر السلسلة البدويّة وحامل القوّة الانفعاليّة ،