درجتها في عقود العشرات نصاب كمال أوّل الأعداد التامّة في مراتب الآحاد ، وقد تكرّر في مرتبة الدقيقة ، وهو عدد زائد ، مزاجه من أجزائه العادّة مائة وثمانية ، وهي خماسيّة المراتب ، أخيرتها الرابعة ، وحروفها ثمانية وقد [ب ـ ٥٨] جعلت حرف حقيقة الانسان ومرتبة الحقيقة المحمديّة (١) من وجوه :
الأوّل : أنّها من جمع «ك» حرف عالم الملك و «م» حرف عالم الملكوت ، وكذلك الانسان مؤتلف الحقيقة من جوهرين ، أحدهما : البدن المتحرك الهيولاني ـ وهو خلاصة مكوّنات عالم الملك ـ والآخر : النفس الناطقة الملكوتية ، وهي سلالة مبدعات عالم الملكوت.
الثاني : انّها مجموع «ن» ـ حرف عوالم الامكان بجملتها ـ و «ى» المراتب العشر البدئيّة والعوديّة الّتي هي قطر دائرة نظام الوجود ، والانسان أيضا وهو العالم الصغير بحقيقته الجامعة ، وبمرتبة عقله المستفاد من مراتب نفسه المتقدسة المتألّهة نسخة الهيّة مطابقة لكتاب الله المبين الذي هو العالم الكبير ، أعني جملة العوالم بنظامها الجمليّ من الفاتحة إلى الساقة.
الثالث : أنّها بحسب درجتها في العالم الحرفي عدد زائد ، متحصّل من ضرب «ب» في «ل» ومن ضرب «و» في «ي» ومن ضرب «ج» في «ك». مزاجه مائة وثمانية ، فضل المزاج على ذى المزاج عدد صور الثوابت المرصودة ، وتضعيفه أعني مجموع مرتبتي الدرجة والدقيقة مائة وعشرون. حاصل التضعيف أيضا عدد زائد ، مزاجه ضعفه أى مائتان وأربعون ، وأيضا هو نصاب استكمال العدد التامّ وهو الستّة ، وأيضا هو أقلّ عدد يتصحّح منه أكثر الكسور التسعة ، ولهذه الفضيلة اعتبر المخرج الستّينى في طبقات العلوم التعليميّة ، وكان وتر قوس سدس الدور مساويا لنصف القطر ، والجيب الموضوع لنصف سدس الدور مساويا لقوسه [الف ـ ٥٩].
وكذلك الانسان بحسب درجة جوهر الجسديّ وروحه البخاريّ ـ وهو الجنبة
__________________
(١) حرف مرتبة الحقيقة المحمديّة ، هو حرف مزاج السين ، يوازى هو حقّ مائة وثمانية (كذا) ، ذلك وهو الحقّ المخلوق به الأشياء ، فالحقّ الاضافي الأمري (كذا) ، وكلمة «كن» مطلقا. (نورى)