ويجب فصلها في ثلاثة مواضع :
(١) إذا كان فعلها ماضياً تالياً «إلا» ، أو وقع ذلك الماضي قبل «أو» التي للتسوية ، نحو :
__________________
الخامسة : الماضي المتلو باو ، نحو : لأضربنه ذهب أو مكث ومنه قول الشاعر :
كن للخليل نصيراً جار أو عدلا |
|
ولا تشح عليه جاد أو بخلا |
السادسة : المضارع المنفي بلا ، نحو وما لنا لا نؤمن بالله ، ما لي لا أرى الهدهد ، وقوله :
لو أن قوما لارتفاع قبيلة |
|
دخلوا السماء دخلتها لا أحجب |
السابعة : المضارع المنفي بما. كقوله :
عهدتك ما تصبو وفيك شبيبة |
|
فما لك بعد الشيب صبا متيماً |
وأبعد الجمل في الصلاح للحالية الجملة الأسمية لدلاتها على الثبوت ـ لا على الحصول والمقارنة ، فيجب فيها الواو نحو (فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون) وقد يكتفى فيها بالضمير ندورا نحو كلمته فوه إلى في أي مشافهة ثم الماضي مثبتا لعدم المقارنة فيحسن معها الواو ، لان الماضي يدل على الحصول المتقدم لا الحصول حال النسبة. وتجب «قد» تحقيقا أو تقديراً ، لتقربه من الحال ، أي لتجعل (قد) الفعل الماضي الدال على حصول متقدم لا حصول حال النسبة قريبا من حال النسبة ، لا من حال التكلم ، إذ اللازم في الحال مقارنتها لزمان النسبة لا لزمان التكلم ، وإنما اكتفى بهذا التقريب في صحة الحال وان كان اللازم الاقتران إما لانه ينزل قرب الحال إلى زمان النسبة منزلة المقارنة مجازاً ، وإما لانه يعتبر قربها في الفعل هيئة للفعل فاذا قلت جاءني زيد وقد ركب فكأنك نزلت قرب ركوبه من مجيه منزلة مقارنته له أو جعلت كون مجيئه بحيث يقرب منه ركوبه هيئة لمجيئه ، وحالا له ، قالوا : وتمتنع (قد) مع الماضي الممتنع ربطه بالواو ، وهو التالي إلا والمتلو بأو ، لكن في (شرح الرضي) أنهما قد يجتمعان بعد إلا نحو ما لقيته إلا وقد أكرمني ، ويلي الماضي المثبت ، الماضي المنفي ، لأنه هيئة للفعل بالتأويل ، لان قولك جاء زيد ليس راكبا في قوة جاء زيد ماشيا ، فيتحقق الحصول ويستمر غالباً ، فيقارن كذلك فيحسن ترك الواو نظراً إلى تحقق الحصول والمقارنة ويجوز ذكرها أيضا نظراً إلى كونه ما كان هيئة للفعل الا بعد تأويل ونظراً إلى كون استمراره أغلبياً لا دائمياً.
والأحسن في الظرف اُذا وقع حالا ترك الواو نظراً للتقدير بمفرد ، تقول نظرت الهلال بين السحاب ، ومثله الجار والمجرور ن نحو فخرج على قومه في زينته ، ونحو أبصرت البدر في السماء ، وان جوزوا الواو بتقدير فعل ماض.
وما يخشى فيه التباس الحال بالصفة أتى فيه بالواو وجوباً ، ليتميز الحال ، فيقال جاء رجل ويسعى ، إذا لو قيل : يسعى لالتبس الحال بالصفة في مثله.