تابعة للمصادر. نحو : ركب فلان كتفي غريمه (١) أي : لازمه ملازمة شديدة. ولأنها في معاني الحروف تابعة لمتعلّق معانيها ، إذ معاني الحروف جزئية ، لا تتصور الاستعارة فيها إلا بواسطة كلي مستقل بالمفهومية ليتأتى كونها مشبهاً ، ومشبها بها ، أو محكوماً عليها ، أو بها. وكقوله تعالى (اولئك على هدى من ربهم) أي تمكنوا من الحصول على الهداية التّامة (٢). ونحو : أذقته لباس الموت (٣) أي ألبسته إياه.
(٣) وإذا كان اللفظ المستعار اسماً مشتقاً ، أو اسماً مبهماً دون باقي أنواع التبعية المتقدمة فلاستعارة تبعية مكنية (٤).
تنبيهات عشرة
التنبيه الأول : كل تبعية قرينتها مكنية
التنبيه الثاني : إذا أجريت الاستعارة في واحدة من الاستعارة التصريحية ، أو من الاستعارة المكنية ، امتنع اجراؤها في الأخرى.
التنبيه الثالث : تقسيم الاستعارة إلى (أصلية وتبعية) عام في كل من الاستعارة التصريحية والمكنية.
__________________
(١) يقال في اجرائها شبه اللزوم الشديد ، بالركوب ، بجامع السلطة والقهر واستعير لفظ المشبه به وهو الركوب للمشبه وهو اللزوم ، ثم اشتق من الركوب بمعنى اللزوم ركب بمعنى لزم ، على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.
(٢) يقال في اجرائها شبه مطلق ارتباط بين مهدي وهدى بمطلق ارتباط بين مستعلى ومستعلى عليه بجامع التمكن في كل ، فسرى التشبيه من الكليين للجزئيات ثم استعيرت «على» من جزئي من جزئيات المشبه به ، لجزئي من جزئيات المشبه على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.
(٣) يقال في اجرائها شبهت الاذاقة باللباس ، واستعير الالباس للاذاقة ، بجامع الاشتمال في كل ، واشتق منه ألبس بمعنى أذاق ، على طريق الاستعارة التصريحية التبعية ـ ثم حذف لفظ المشبه به ، ورمز إليه بشيء من لوازمه ، وهو اللباس ، على طريق الاستعارة المكنية.
(٤) ولم يذكرها القوم. ولعله لعدم وجدانهم ايّاها في كلام البلغاء.