الإسلامي ، وعندما جاءوا إليه وسألوه عن شأنه ، قال : ما صبوت (اي لم اسلم) واني على دين قومي وآبائي ولكني سمعت كلاماً صعباً تقشعرّ منه الجلود ، فلا هو بالشعر ولا بالخطب ولا بالكهانة ، ولما قيل له : إذن ما نقول فيه؟ قال : قولوا هو سحر ، فانّه آخذ بقلوب الناس (١).
أولا يمكن لمثل هذه التهديدات الواردة في الآيات القرآنية وبقيّة المصادر الدينية أن تكون حافزاً على التحرك نحو التحقيق (بالنسبة لمن لم يؤمنوا لحد الآن).
* * *
في الآية السابعة من البحث ، أُمِر الرسول صلىاللهعليهوآله أن يخاطب جميع معارضيه ويعظهم بمسألة واحدة : (قُلْ إنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا للهِ مَثْنَى وَفُرادَى ثُمَّ تَتَفَكَّروُا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِّنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ الَّا نَذِيْرٌ لَّكُمْ بَيْنَ يَدَى عَذَابٍ شَدِيدٍ ...).
كل تعابير هذه الآية تعابير مدروسة.
فالتعبير ب «إنّما» من أجل الحصر.
والتعبير ب «الموعظة» يستخدم في المواضع التي يحكم فيها العقل بشيء ، ولكن لكون الإنسان غافلاً عنه فهناك شخص حريص آخر يوقظه ويعظُهُ.
والتعبير ب «القيام» دليل على الاستعداد الكامل لتنفيذ الأهداف الجدية.
والتعبير ب «مثنى» و «فرادى» إشارة إلى النشاطات الجماعية والفردية والجهود الشاملة في هذا السبيل «لا شك أنّ الإنسان يفكر بشكل أعمق عند انفراده ولكنه يفكر بشكل أكمل حين يكون ضمن الجماعة ، لأنّ الأفكار ستتحد مع بعضها ، والجمع بين هذين (التفكير على انفراد وضمن الجماعة) هو أفضل الطرق» (٢).
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ١٧ ، ص ٢١١ وتفاسير أخرى (الأصل في الحديث مفصل وقد نقلناه بتلخيص ، لاحظوا تفصيله في التفسير الأمثل ذيل الآية ١٣ من سورة فصّلت.
(٢) قال بعض المفسرين : «مثنى» إشارة إلى المناظرة التي لها تأثير كبير في كشف الحق ، في حين أنّ «فرادى» إشارة إلى القراءة في الوحدة ، واحتمل بعض آخر أن «مثنى» إشارة إلى التفكير الذي يقوم به الإنسان خلال النهار ضمن الجماعة و «فرادى» التفكير الذي يحصل في الليل وعند الإنفراد (تفسير القرطبي ، ج ٨ ، ص ٥٣ و ٩٣).