ويُمكنُ أن يكون التعبير بـ «اللحم» إشارة إلى أنّ القسم الأعظم من جسم السمك يتكون من اللَحم وفيه قليلٌ من العظام ، على العكس من بقية الحيوانات.
وتتضح أهميّة هذه النعمة الإلهيّة أكثر من خلال الالتفات إلى أنّ استغلال لحوم الأسماك لتغذية البشر أصبحت تحظى باهتمامٍ بالغٍ بسبب ندرة المواد الغذائية.
وثانيها : يذكر فائدة البحر في استخراج وسائل الزينة لا سيما الجواهر (وتَسْتَخرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا).
فكأنّه يقول : يخرجُ من البحر المواد الغذائية الضرورية جدّاً وحتى الحاجات غير الضرورية والكمالية ، «وكلّها مُسخَّرة لكم».
وثالثهما : يخاطب النبي صلىاللهعليهوآله قائلاً : (وَتَرىَ الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيْهِ).
«إنَّ الله قد منحكُم هذه النِعَم كي تبتغوا من فضله ، لعلكم تؤدون شكرَ نعمائه» (وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
ومن أجل أن تتمكن السُفنُ من الإبحار في المحيطات والبحار واستخدامها كأفضل وسيلة لحمل ونقل السلع التجارية وتنقل البشر لابدّ من تظافر عدَّة عوامل :
نوعية القوانين التي تسودُ المواد الثقيلة والخفيفة التي تصونها على سطح الماء ، وتموّج الماء ، وهبوب الرياح المنظّم على سطح المحيطات ، والعمق اللازم للبحار ، فتتظافر كلها كي تتحرك السفن العملاقة على سطح المحيطات ، أمّا السفنُ التي تعملُ بقوة البخار فهي أعظم ما صنَعهُ الإنسان ، وقد يكون حجم أحدها بقدر مدينةٍ وتستطيع انجاز ما يعادل عمل عشرات الآلاف من السيارات لوحدها (إنَّ السفن التي تستوعب خمسمائة الف طن تحمل ما يعادل حمولة ١٥٠ ألف سيارةٍ ذات حمولة ١٠ أطنان!).
إنَّ هذه المسألة بالاضافة إلى مسألة استخراج أنواع المواد الغذائية وغير الغذائية ومواد الزينة ، تعتبرُ دليلاً على علم وقدرةِ خالق الكون الذي وضع كل هذه النِعَم في متناول يد الإنسان مجاناً.
* * *