الطريق الصحيح ، ومن هذا الجانب سميت «السِكّينة» بهذا الاسم ، حيث تُسكنُ حركات الحيوان بقطع رأسه ، كما يقال لحالة الاطمئنان والاستقرار النفسي «سَكينة» أيضاً ، وتُطلق «مِسْكين» على من يبدو ساكناً في محله لشدة الفقر الذي يعانيه ، ويقال لمكان سكن واستقرار الإنسان «مَسْكَن» (١).
و «شُعُوب» : طبقاً لقول بعضهم ، جمع «شَعْب» (على وزن صَعْب) ، وجمع «شِعْب» (على وزن فِعْل) طبقاً لقول بعضهم الآخر ، بينما يعتقد البعض كصاحب مجمع البحرين أنَّ جمع الأول «شعوب» وجمع الثاني «شعاب» ، وعلى أيّةٍ حالٍ فانَّها تعني كما يقول صاحب «لسان العرب» الجمع والتفريق ، أو الإصلاح والافساد (وذلك يصور إلى أنّ معناها الأصلي هو الوادي الذي يتجمعُّ في الجانب الآخر من الجبل ويتسعُ في الجانب السفلي وكما يقول الراغب في المفردات أنَّ المفهومين اجتمعا فيه) لذلك يقال «شَعب» للقبيلة التي انفصلت عن طائفةٍ كبيرة (فلها صفةٌ جمعيةٌ تفريقية) وقال بعض أيضاً أنَ «شعوب» تستخدم بخصوص العجم و «قبائل» للعرب (٢).
ولهذا تأتي «تَشَعب» أيضاً بمعنى التفرق وكذلك الاجتماع ، والإصلاح والافساد.
«ألَّف» : من مادة «إلْف» على وزن «جِلْف» وتعني الاجتماع المتقارن بالانسجام والوئام ، وتأليف القلوب يعني إيجاد الالفةِ والأواصر والصلةِ بينها (وعلى هذا الأساس اطلقوا على تأليف الكتاب هذا الاسم حيث يتمّ إيجاد نوع من التآلف والانسجام بين الألفاظ والمعاني والموضوعات) ولهذا يقولون للعدد أَلْف حيث يعتقد العرف أنَّ كافةَ الاعدادِ مجموعةٌ فيه لأنَّه يتكون من عدد واحد والعشرات والمئات والآلاف ، ولم تكن هناك أعدادٌ بعده بل تتكرر نفس الأرقام ، عشرة آلاف ومائة ألف و .... (٣).
__________________
(١) التحقيق ، لسان العرب ، المفردات ، مجمع البحرين ، وكتاب العين.
(٢) تفسير مجمع البيان ، ج ٩ ، ص ١٣٨.
(٣) مجمع البحرين ، لسان العرب ، مفردات الراغب.