تشكل احتمالاً واحداً من هذا العدد الهائل من الاحتمالات ، أي عدداً كسرياً بسطه واحد ومقامه العدد ٣ إلى يمينه مائة صفر.
إنّ مقام هذا الكسر من الضخامة بحيث لا يمكن حسابه ، ولا شيء في هذا العالم يصل إلى ضخامة هذا العدد.
ولأجل إيضاح هذه الحقيقة يكفي أن نعلم أننا لو قطرنا جميع المحيطات على الكرة الأرضية قطرة قطرة وحسبنا عددها لكان عددها أقل من عدد على يمينه واحد وعشرون صفراً فقط.
وعلى هذا الحساب لو حسبنا كتاباً مكوناً من ألف صفحة فإنّ عدد الاحتمالات سيتضخم إلى درجة أنّ الاحتمال التصادفي لعدده الكسري «البسط» يتساوى مع الصفر أي أنّه مستحيل.
وبهذا الدليل ، إذا ادّعى شخص مثلاً : أنّ «ابن سينا» مؤلف كتاب «القانون» في الطب كان أمياً تماماً ، وأنّ «المتنبّي» لم يكن له ذوق شعري مطلقاً ، وأن «أنشتاين» لم يكن يفقه شيئاً من الرياضيات وأنّ بنّائي الأبنية التاريخية الشهيرة لم يكن لهم أدنى اطلاع في فن العمارة ، وأنّ جميع الآثار التي تركوها ظهرت بمحض الصدفة والحركات غير المقصودة لأيديهم على الأوراق أو على المواد الإنشائية! فلا شك أنّ من يقول مثل هذا الكلام إن لم يكن يمزح فهو مجنون!.
وخلاصة القول أنّ علاقة النظام بالعلم واضحة إلى درجة أنّ الكثير من العلوم والمعارف البشرية قائمة على النظام ، فمثلاً جزء مهم من تاريخ الحضارة البشرية كتب من خلال مطالعة ودراسة الآثار الجذابة للسلف التي خلفوها بعد رحيلهم.
والعلماء ـ بمطالعة الآثار التي يعثرون عليها بواسطة الحفريات أو التي يكتشفونها في قبور ومعابد الأقوام الغابرة ـ يتوصلون إلى مستوى ثقافتهم وحضارتهم ونوعية عقائدهم. في حين إذا أنكرنا علاقة النظام والعلم إنهارت كل هذه الاستنباطات.
الآن وقد اتّضحت تماماً العلاقة بين النظام والعلم ، وبعبارةٍ ثبتت كبرى البرهان ، نتطرّق