من حيث وضع كل من الأجزاء في مكانه المناسب.
وهذه الاختيارات السبعة يجب أن تتمّ كل واحدة منها وفقاً للعلم والاطلاع والحساب ، وأحياناً الحسابات الدقيقة جدّاً ، ومن هنا عندما نرى مثل هذه البناية نتيقن أن صانعها بلا شك كان يملك العلم والمعرفة والاطلاع الواسع.
٣ ـ يمكن إثبات هذه العلاقة (علاقة النظام والعلم) عن طريق آخر (عن طريق البرهان الرياضي).
إنّ «حساب الاحتمالات» الذي اصبح اليوم فرعاً علمياً مستقلاً في الجامعات ذو فاعلية جيدة جدّاً في مجال العلاقة بين النظام والعلم ، وهو نفس الشيء الذي ندركه بصورة إجمالية في حياتنا ، لكن حساب الاحتمالات يعكسه في شكلٍ رياضي واضح.
إنّنا لا نصدق أبداً أنّ إنساناً امياً يستطيع عن طريق الصدفة أن يؤلف كتاباً في مجال «الفلسفة» مثلاً أو «الآداب والشعر» أو «الطب» ، بمعنى أن نعطيه آلة طابعة فيبدأ بدون أن يعرف الحروف بالضغط على أزرار الآلة ليطبع كتاباً.
وليس من المستحيل كتابة كتاب علمي عن طريق الصدفة فحسب ، بل لا يمكن كتابة حتى رسالة قصيرة أيضاً.
لأنّه لو افترضنا أن حروف الآلة الطابعة ثلاثون حرفاً فقط ، (وهي بالطبع أكثر بكثير ، لأنّ لبعض الحروف صور متعددة ، فمثلاً حرف الباء الأولية والباء الوسطية والباء النهائية والباء المفردة تشكل أربع صور مختلفة لحرف الباء) يقول حساب الإحتمالات هنا : إنّ الظهور التصادفي لكلمة «من» المكونة من حرفين هو احتمال واحد من تسعمائة احتمال.
(٣٠ / ١* ٣٠ / ١ / ٩٠٠ / ١).
واحتمال ظهور كلمة مكونة من ثلاثة أحرف هو احتمال واحد من ٢٧ ألف احتمال ، وحين نصل إلى كلمة مكونة من خمسة أحرف سوف نجتاز حدود ٢١ مليون!!.
والآن إذا كانت الحروف الموجودة في رسالة قصيرة هي مائة حرف فإنّ مجموعة احتمالات هذه الأحرف هي العدد ٣٠ مرفوعاً إلى الأُس ١٠٠ بحيث أن رسالتنا المعينة