وهذه هي نفس الامور التي عرفت في هذا اليوم بعنوان النظريات العلمية المسلمة.
ويتقرر توضيح ذلك : بأنّه بالرغم من وجود فرضيات مختلفة لم تخرج عن حدود الفرضية في صدد كيفية نشوء العالم ، إلّاأنّه نظراً للمطالعات التي اجريت على المجرات والمنظومات التي تتجه نحو التكون والحدوث ، بدا من المسلَّم أنّ العالم كان على شكل أكوام من الغاز في بادىء الأمر نظير الشيء المضغوط الذي تنعزل منه قطعاته وتتطاير أوصاله على أثر دورانه حول نفسه ، وهذه القطع تبرد شيئاً فشيئاً ثم تظهر بشكل مائع أو جامد في كثير من الأحيان لتشكل الكرات المسكونة وغير المسكونة.
وبعبارة اخرى تدل دراسات العلماء الفلكيين في مجال السُحب ، والعوالم البعيدة عن متناول اليد والتي تأخذ طريقها نحو التكامل على أنّهم أخرجوا هذه النظرية وهي كون الدنيا على شكل أكوام من غاز البخار من حيِّز الفرضية واعتبروها من النظريات القطعية ، والتي تم تأييدها من قِبل المحافل العلمية الدولية.
وكذلك نقرأ في بداية الآية الاولى بصراحة بـ «أن السموات» الكرات السماوية كانت في بداية الأمر على هيئة دخان وهذه الآية تنسجم مع الاكتشافات العلمية للعلماء التي لم تزل حديثة العهد ، وفي ذلك دلالة واضحة على الاعجاز العلمي للقرآن الذي يكشف عن الحقيقة التي كانت مجهولة في زمن نزول القرآن بصورة كاملة.
والآية الثانية أيضاً تُعبِّر عن حالة الارتباط الموجودة في العالم في بادىء الأمر ، ومن ثم انفصال أجزائه الاخرى وهذا أيضاً أيدته المحافل العلمية كأصل من الأصول في يومنا هذا ، وكذلك الحال بالنسبة إلى ظهور الموجودات الحية من ماء البحار في بادىء الأمر ـ سواء كانت نباتية أو حيوانية ـ هي الاخرى تعتبر اليوم من النظريات العلمية المعروفة ، وإن كان البحث قائماً على قدم وساق بين العلماء في صدد كيفية التحول والتطور ، وظهور الأنواع المختلفة للنباتات والحيوانات.
والقرآن أيضاً يفصح عن حقيقة ظهور كافة الموجودات الحية من الماء في الآية الثانية المتقدمة الذكر ، وفضلاً عن ذلك تصرح الآيات التي تنسب خلقة الإنسان إلى التراب ، بأنّ