توضيح ذلك : أنّه توجد طبقة عظيمة للهواء تحيط بالأرض من كل أطرافها تسمى «الغلاف الجوي» يصل سمكها مئات الكيلو مترات ونظراً لضخامة هذه الطبقة الشفافة ظاهراً والمتكونة من الهواء وبعض الغازات الاخرى ، نجدها على جانب كبير من القوة والمقاومة يقدرها بعض العلماء بمقاومة سقف فولاذي سمكه عشرة أمتار ، تُصان به الكرة الأرضية من ألوان المخاطر.
فمن جهة يقف سداً منيعاً أمام سقوط الصخور المستمرة ـ ليلاً ونهاراً والمعروفة بـ (الشهب) المنجذبة نحو الأرض بسرعة هائلة وتشكل خطراً كبيراً فيما لو اصطدمت بإحدى الأماكن.
وتتضح أهميّة هذه المسألة أكثر من خلال النظر إلى ما قاله العلماء : إنّ ملايين من هذه الشهب تتجه نحو الأرض في كل يوم وليلة ، وعندما تصطدم هذه الأحجار السريعة بمقاومة الغلاف الجوي تتولد حرارة فتحترق وتشتعل متحولة إلى رماد ، ينزل إلى الأرض رويداً رويداً ، وفي بعض الأحيان تكون هذه الأحجار كبيرة جدّاً فتجتاز الغلاف الجوي (بعد أن يحترق جزء منها) فتصيب نقطة من الكرة الأرضية ، وتحدث أضراراً مخيفة ، وقد سُجلت نماذج لها في التاريخ ، ولعله انذار موجه إلى الغافلين بأنّ الله تعالى لو لم يخلق هذا السقف المحفوظ ، لتعرضتم بأجمعكم إلى هذا القصف الخطير ، ولما كان للهدوء والاستقرار معنىً في حياتكم.
ومن جهة اخرى نعلم أنّ الشمس تنبعث منها أشعة تدعى بالأشعة فوق البنفسجية (تلك الأشعة هي نفسها التي تقع فوق اللون البنفسجي عندما يتحلل ضوء الشمس ولا تشاهد بالعين المجرّدة) والمقدار القليل منها مفيد ونافع جدّاً ، فضلاً عن أنّه لا يلحق الضرر بأحد ، وبالأخص إنَّ له دوراً كبيراً في قتل الميكروبات ، إلّاإذا ازداد وكثر فانّه يحرق البدن بدون أن يشعر الإنسان بالحرارة ، (إنّ السبب وراء الحروق التي تصيب جلد الرأس والوجه والبدن في المناطق القريبة من خط الاستواء في فصل الصيف هو أنّ الشمس تسطع بصورة عمودية وتجتاز طبقة قليلة من الهواء ، فلا تحظى بقدر كافٍ من التصفية) ولو لم يوجد هذا