الَى قَومِ لُوطٍ* وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرنَاهَا بِاسحقَ وَمِنْ وَرَاءِ اسحقَ يَعْقُوبَ* قَالَتْ يَاوَيْلَتَى ءَأَلِدُ وَانَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلى شَيْخاً إِنَّ هذَا لَشَىءٌ عَجِيبٌ* قَالُوا أتَعْجَبِينَ مِنْ أَمِرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُم اهْلَ البَيْتِ إِنّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ* فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ ابْرَاهيِمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ البُشْرَى يُجَادِلُنَا فِى قَوْمِ لُوطٍ* إِنَّ ابْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ* يَاابْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وإِنَّهُم آتِيِهِم عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ). (هود / ٦٩ ـ ٧٦)
في هذا المقطع التاريخي لا نواجه شيئا غريباً ومعقداً وغير متعارف أو غير منطقي مطلقاً ، فالقصة واضحة المعالم بكل تفاصيلها : حيث أمر الله الملائكة بمعاقبة قوم لوط عليهالسلام ، وقبل ذلك جاءوا إلى إبراهيم عليهالسلام يبشرونه بأنّه سيرزق ولداً ، فقرر أن يطعمهم ، وسرعان ما اطلع على حقيقة الأمر وأراد أن يشفع لقوم لوط عليهالسلام ليدفع العذاب عنهم ، غير أنّ الأمر قد انتهى فقوم لوط لا يستحقون الشفاعة ، ثم يبشرونه وزوجته بولادة ابن لهما ، وتنتهي فصول هذه القصة.
ولكن لنرى ماذا نسج الكتاب المقدس ـ (كما يسمونه) ، وهو مورد قبول اليهود والنصارى من أساطير في هذا المجال وما الذي طرحه من مسائل غير منطقية؟
نقرأ في الفصل الثامن عشر من سفر التكوين مايلي :
«وظهر الله تعالى في معبر يسمى «بلوطستان» بينما كان (إبراهيم) جالساً على باب الخيمة في يوم قائظ ، وما أن فتح عينيه حتى رأى ثلاثة أشخاص واقفين أمامه. وحينما رآه أخذ يعدو من الخيمة لاستقباله وانحنى إلى الأرض وقال : سيدي الآن وقد حزتُ على التفاتة منك أرجوك ألّا ترحل قبل أن آتيك بقليل من الماء لأغسل رجليك ، وتستريح تحت هذه الشجرة وسأجلب بعض الخبز لتقوي به قلبك ، وبعد ذلك أرحل لأنّهم سيقولون لقد عمل كما أمره عندما عبر بالقرب مني.
ثمّ هرع إبراهيم إلى (سارة) في الخيمة ، وقال : عجلي في ثلاثة مكاييل من الحنطة أعجنيها واخبزيها أقراصاً بالتنور ، ثم اسرع إبراهيم إلى قطيع الأبقار وأخذ عجلاً ذكراً يافعاً واعطاه لشاب فأعده وحضره بسرعة ثم حمل الزبد والحليب مع العجل الذي أحضره ووضعه أمامه ووقف بالقرب منه تحت تلك الشجرة ليتناول طعامه!